
خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مزمور ١١:١١٩
في ما يتعلّق بمستقبلك
١. نبوءة الكتاب المقدّس المُذهلة
قبل ما يُقارب الخمسمائة سنة قبل ميلاد المسيح، أعطى الله العالم لمحة مذهلة عن المستقبل مِن خلال النبي دانيال. حيث عرض الله الخطوط العريضة لتاريخ العالم، منذ وقت دانيال إلى يومنا هذا. وهذه اللمحة موجودة في دانيال (الإصحاح ٢).
بدأ كلّ شيء بحلم أعطاه الله لنبوخذنصّر، ملك بابل، قبل نحو ٢٥٠٠ سنة. أزعج هذا الحلم الملكَ، ولكنْ، عندما استيقظ لم يستطع أنْ يتذكّر الكثير منه! ربّما كان لديك أحلام لا تستطيع أنْ تتذكّرها بشكل واضح جدّاً بعد أنْ تستيقظ مِن النوم. وقد لا يكون الأمر مهمّاً بالنسبة إلينا. ولكنّ نبوخذنصّر كان يعلم بأنّ ذلك الحلم لم يكن حلماً عاديّاً، وكان بحاجة إلى أنْ يفهم المعنى المقصود مِن الحلم. التفت الملك إلى مستشاريه من رجال الدين. ولكنْ، لم يتمكّن أيّ منهم مِن أنْ يساعد الملك في أنْ يتذكّر حلمه أو أن يقدّم له أيْ تفسير. ثمّ دخل المشهدَ دانيال، الشاب العبري المنفي، معلناً أنّ إله السماء يمكن أنْ يكشف كلّ الأسرار. وإذ وقف دانيال أمام الملك، أعلن بجرأة قائلاً:

”أَنْتَ أَيُّهَا الْمَلِكُ كُنْتَ تَنْظُرُ وَإِذَا بِتِمْثَال عَظِيمٍ. هذَا التِّمْثَالُ الْعَظِيمُ الْبَهِيُّ جِدًّا وَقَفَ قُبَالَتَكَ، وَمَنْظَرُهُ هَائِلٌ. رَأْسُ هذَا التِّمْثَالِ مِنْ ذَهَبٍ جَيِّدٍ. صَدْرُهُ وَذِرَاعَاهُ مِنْ فِضَّةٍ. بَطْنُهُ وَفَخْذَاهُ مِنْ نُحَاسٍ. سَاقَاهُ مِنْ حَدِيدٍ. قَدَمَاهُ بَعْضُهُمَا مِنْ حَدِيدٍ وَالْبَعْضُ مِنْ خَزَفٍ. كُنْتَ تَنْظُرُ إِلَى أَنْ قُطِعَ حَجَرٌ بِغَيْرِ يَدَيْنِ، فَضَرَبَ التِّمْثَالَ عَلَى قَدَمَيْهِ اللَّتَيْنِ مِنْ حَدِيدٍ وَخَزَفٍ فَسَحَقَهُمَا. فَانْسَحَقَ حِينَئِذٍ الْحَدِيدُ وَالْخَزَفُ وَالنُّحَاسُ وَالْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ مَعًا، وَصَارَتْ كَعُصَافَةِ الْبَيْدَرِ فِي الصَّيْفِ، فَحَمَلَتْهَا الرِّيحُ فَلَمْ يُوجَدْ لَهَا مَكَانٌ. أَمَّا الْحَجَرُ الَّذِي ضَرَبَ التِّمْثَالَ فَصَارَ جَبَلاً كَبِيرًا وَمَلأَ الأَرْضَ كُلَّهَا“ (دانيال ٢: ٣١ – ٣٥).
قد يبدو للوهلة الأولى أنّ هذا التمثال ليس له علاقة تُذكَر بالبحث عن الأمل في عالمنا اليوم. كيف يتعلّق هذا الحلم بالمخاطر التي تهدّد عالمنا؟ والآن شدّوا أحزمة الأمان، لأنّنا على وشك أنْ نقوم بتسريع الأحداث ونحن ننطلق إلى الأمام مِن خلال آلاف السنين مِن التاريخ، حيث أنّ الله هو المسيطر على الأحداث.
لمتابعة الدرس إضغط هنا!