top of page

خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ.    مزمور ١١:١١٩ 

الطريق إلى حياة مُرْضية

shutterstock_663723307.jpg

١. إشباع الجوع الخفيّ

قبل الخطيئة، كان آدم وحواء يتمتّعان بالتفاعل الأمثل مع خالقهم. ثمّ فصما أواصر الثقة معه بشكل مأساوي. وأسفرت خطيئتهما عن الانفصال عن الله. وهذا الانفصال أدّى في نهاية المطاف إلى موتهما، ”لِأنَّ أجْرَةَ الخَطِيّة هِيَ مَوْت“ (رومية ٦: ٢٣).

لقد غيّرت خطيئتهما الطبيعة نفسها، فأصبحت الحياة أصعب بكثير بالنسبة لهما بعد أنْ طُرِدا مِن جنة عدن (الفردوس). وما كان أكثر صعوبة هو الفراغ الذي تركته الخطيئة في القلب. وأصبحت علاقتهما الحميمة مع الله مكسورة، ووجدا نفسيهما في مواجهة جميع أنواع الأشواق الخفيّة والمؤلمة، واختبرا أكبر مأساة: الشعور بأنّهما أصبحا وحيدَين نتيجة الخطيئة.

ما هو الوضع الحالي الذي دخلت البشرية فيه نتيجة خطيئتهما؟

”مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ“ (رومية ٥: ١٢).

منذ أنْ تمرّد آدم وحوّاء على الله، قد وقع ”كلّ“، (الجنس البشري بأكمله) في النمط نفسه مِن الخطيئة والتعدّي، وهكذا أصبحت البشرية عرضة للموت، وهذه عقوبة الخطيئة في النهاية.

وبما أنّنا فقدنا صلتنا بالله بسبب الخطيئة، فقد أصبحنا نعاني مِن جوع قلبيّ هائل لكلّ ما فقدناه، جوع لهذا النوع مِن الأمن الذي لا يمكن أنْ نحصل عليه إلّا مِن الله. ونحن في كثير من الأحيان نحاول إشباع هذا الجوع بطرق مؤقتة. البعض يتحوّل لممارسة الرذيلة والعادات المُحرّمة كتناول الكحول والمخدّرات والزنى. ولكنْ، كلّ هذه التصرّفات ما هي إلا مجرّد أعراض لشعورنا بالوحدة وابتعادنا عن الله.

ما هي الطريقة الوحيدة لإشباع الجوع في قلب الإنسان؟

”تُعَرِّفُنِي سَبِيلَ الْحَيَاةِ. أَمَامَكَ شِبَعُ سُرُورٍ. فِي يَمِينِكَ نِعَمٌ إِلَى الأَبَدِ“ (مزمور ١٦: ١١).

لا يوجد علاج لحالتنا إلّا أنْ نختبر محبّة الله في حياتنا. سيأتي الرّضا الحقيقي فقط عندما تُسَدُّ هذه الهُوّة بيننا وبين الله، ونُصبح قادرين على أنْ نحيا في محضره.

لمتابعة الدرس إضغط هنا!

Copyright 2020 The Path for Arabia | All Rights Reserved

bottom of page