
خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مزمور ١١:١١٩
هل يمكنني أنْ أجد كنيسة الله اليوم؟
١. الكنيسة التي أسّسها السيّد المسيح

يصوّر الرسول بولس الارتباط الوثيق بين المسيح وكنيسته عبر تشبيه ذلك الارتباط بالزواج:
”فَإِنِّي أَغَارُ عَلَيْكُمْ غَيْرَةَ اللهِ، لأَنِّي خَطَبْتُكُمْ لِرَجُل وَاحِدٍ، لأُقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ“ (٢ كورنثوس ١١: ٢).
وفقاً لبولس الرسول، الكنيسة مثل امرأة نقيّة، وهي عروس المسيح. يستخدم العهد القديم نفس الاستعارة لوصف شعب الله المختار. قال الله لشعبه: ”اذْهَبْ وَنَادِ فِي أُذُنَيْ أُورُشَلِيمَ قَائِلاً: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: قَدْ ذَكَرْتُ لَكِ غَيْرَةَ صِبَاكِ، مَحَبَّةَ خِطْبَتِكِ“ (ارميا ٢: ٢). كما يتحدّث يوحنا الرسول عن الكنيسة بوصفها امرأة:
”وَظَهَرَتْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ: امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَبًا“ (رؤيا ١٢: ١).
دعونا ننظر عن قرب في وصف يوحنا الرسول لهذه المرأة:
١. امرأة ”متسربلة بالشمس“، وهذا يشير إلى كنيسة مُشرقة بوجود السيّد المسيح المجيد الذي هو ”نور العالم“ (يوحنا ٨: ١٢). إنّ السيّد المسيح يُنير العالم مِن خلال أعضاء كنيسته، وهم يصبحون بدورهم ”نور العالم“ (متى ٥: ١٤).
٢. امرأة ”القمر تحت رِجلَيْها“. إنّ ضوء القمر انعكاس لأشعّة الشمس. والقمر هنا يمثّل نور الإنجيل المنعكس في طقوس شعب الله وذبائحهم المُقدّمة في العهد القديم، وبما أنّ ”القمر تحت رِجلَيْها“ فهذا يعني أنّ نور الإنجيل الذي بزغ في العهد القديم قد حلّت محلّه الخدمة التي قدّمها السيّد المسيح وموته بالنيابة عنّا وقيامته مِن بين الأموات.
٣. امرأة على رأسها ”إكليل [تاج] مِن اثني عشر كوكباً“. وهذا يشير إلى الرسل الاثني عشر الذين ما تزال شهاداتهم عن السيّد المسيح تضيء بكلّ تألّق إلى يومنا هذا.
إنّ الصورة التي يرسمها الرسول يوحنا عن الكنيسة بوصفها امرأة (عروس السيّد المسيح) تؤكّد على أهمّيّة الكنيسة ودورها الأساسي في نشر بشارة الخلاص السارّة.
لمتابعة الدرس إضغط هنا!