
خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مزمور ١١:١١٩
هل يمكن للأغلبية أنْ تكون على خطأ؟
١. سؤال مُحيّر
في الدليل رقم ١٦، اكتشفنا أهميّة أنْ تكون لنا راحة يوم السبت. وبما أنّ الله يعلم بكلّ حاجاتنا، فقد أعطانا كلّ يوم سابع مِن الأسبوع لراحتنا الجسدية وانتعاشنا الروحي. وبعد أنْ خلق الله عالمنا في ستّة أيام، استراح في اليوم السابع وباركه وقدّسه (تكوين ٢: ١ – ٣).
هل اليوم الذي نحفظه باعتباره يوم الراحة الأسبوعي يُشكّل فرقاً كبيراً؟ بوصفنا أتباع أمناء للسيّد المسيح وباحثين مخلصين عن الحقّ الإلهي، على كلًّ مِنّا أنْ نسأل أنفسنا دائماً: ”ماذا يريدني السيّد المسيح أنْ أفعل؟“. فأوّلاً وقبل كلّ شيء، نحن نريد أنْ نكون مُتأكّدين مِن أنّنا نتبع الحقّ كما هو في الكتاب المقدّس وأنْ نطيع الله الذي يُرشدنا: ”هذِهِ هِيَ الطَّرِيقُ. اسْلُكُوا فِيهَا“ (إشعياء ٣٠: ٢١).
للإجابة على هذا السؤال المُحيّر، نحن بحاجة إلى أنْ ننظر في العديد مِن القضايا الهامّة: هل سمح الكتاب المقدّس بتغيير يوم الراحة الأسبوعي مِن اليوم السابع إلى اليوم الأوّل مِن الأسبوع؟ هل هذا التغيير حدث بأمر السيّد المسيح أو بأمر تلاميذه؟ إذا كانت الإجابة بـ ”لا“، فمَن الذي قام بذلك؟ وكيف لمثل هذا التغيير أنْ يحدث؟
٢. هل قام الله بتغيير يوم العبادة؟
معظم المسيحيين يقبلون الوصايا العشر بوصفها دليلاً موثوقاً للحياة. فالله أعطاها لنبيّه موسى الذي قدّمها لشعب الله في جبل سيناء (خروج ٣١: ١٨؛ تثنية ٥: ٢٢). في الوصية الرابعة يرشدنا الله:
”اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ. سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ وَتَصْنَعُ جَمِيعَ عَمَلِكَ، وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابعُ فَفِيهِ سَبْتٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. لاَ تَصْنَعْ عَمَلاً مَا أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَبَهِيمَتُكَ وَنَزِيلُكَ الَّذِي دَاخِلَ أَبْوَابِكَ. لأَنْ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا، وَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ. لِذلِكَ بَارَكَ الرَّبُّ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَدَّسَهُ“ (خروج ٢٠: ٨ – ١١).

عندما خلق الله عالمنا، أفرز ”اليوم السابع“ وخصّصه باعتباره ”سبت الربّ“، وذلك مِن خلال ثلاثة أعمال إلهيّة: (١) بأنّه ”استراح في اليوم السابع مِن جميع عمله“ (٢) وبأنّه ”بارك اليوم السابع“، و(٣) بأنّه ”قدّسه“ (تكوين ٢: ١ – ٣). وقد كُرِّرَت مرّة أخرى هذه الأمور عندما أعطى الله الوصايا العشر في سيناء.
لقد أوضح الله بأن لا إنسانَ يمكنه أنْ يُراجع التعليمات التي تخرج منه أو يقوم بتعديلها.
”لاَ تَزِيدُوا عَلَى الْكَلاَمِ الَّذِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ وَلاَ تُنَقِّصُوا مِنْهُ، لِتَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا“ (تثنية ٤: ٢).
والله يتعهّد بعدم تغيير وصاياه:
”لاَ أَنْقُضُ عَهْدِي، وَلاَ أُغَيِّرُ مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيَّ“ (مزمور ٨٩: ٣٤).
الكتاب المقدّس واضح مِن جهة أنّ الله لم يغيّر سبت الراحة الأسبوعي مِن اليوم السابع إلى اليوم الأوّل مِن الأسبوع.
لمتابعة الدرس إضغط هنا!