
خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مزمور ١١:١١٩
سِرّ النموّ مِن خلال الزمالة
١. الكنيسة وُجِدَت بهدف الشركة الروحية
لقد أسّس السيّد المسيح الكنيسة مِن أجل تلبية احتياجاتنا الإنسانية الأساسية إلى الرعاية والدعم الروحيّ. الكنيسة ليست المكان الذي نأتي إليه لكي نُظهِر فيه بِرّنا واستقامتنا، بل هي مكان الشركة والتلاقي مع المؤمنين الآخرين ومساعدة بعضنا البعض. لقد تحوّلت الكنيسة أيّام الرسل إلى شركة مؤمنين ملتزمين ببعضهم البعض. يقول الكتاب المقدّس عن المسيحيين الأوائل:

”وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ الرُّسُلِ، وَالشَّرِكَةِ، وَكَسْرِ الْخُبْزِ، وَالصَّلَوَاتِ. مُسَبِّحِينَ اللهَ، وَلَهُمْ نِعْمَةٌ لَدَى جَمِيعِ الشَّعْبِ. وَكَانَ الرَّبُّ كُلَّ يَوْمٍ يَضُمُّ إِلَى الْكَنِيسَةِ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ“ (أعمال الرسل ٢: ٤٢ و٤٧).
يصف الكتاب المقدّس الكنيسة الأولى بالنشاط والحيوية، حيث كان يجتمع الرجال والنساء في شَرِكة مُفرِحة مع بعضهم البعض ومع الله نفسه. ”الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيح. وَنَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً“
(١ يوحنا ١: ٣، ٤).
إنّها مجموعة مِن القلوب الملتهبة بالمحبّة مِن خلال اتحادها بيسوع وببعضها البعض، والتي تنعم بالفرح على أكمل وجه! يقول لنا الكتاب المقدّس بوضوح: ”اِخْدِمُوا بَعْضُكُم بَعْضَاً“ (غلاطية ٥: ١٣)، وأنْ نغفر كما غُفِر لنا (أفسس ٤: ٣٢)، ”اِحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ“ (غلاطية ٦: ٢). أصبح المسيحيون جزءاً مِن تلك الأسرة الكبيرة الممتدّة، لقد أصبحوا إخوة وأخوات في السيّد المسيح.
إنّ المؤمنين في الكنائس التي أسّسها رسل السيّد المسيح قد ارتبطوا معاً بمعتقداتهم وبحبّهم لله وبرغبتهم في عبادته ومشاركة نعمته مع العالَم. وكان ذلك الارتباط الوثيق لشركة المؤمنين أولئك واحداً مِن الأسباب التي جعلت هذه الأقليّة العاجزة والمضطهَدة قادرة على قلب العالَم رأساً على عقب (أعمال الرسل ١٧: ٦).
لمتابعة الدرس إضغط هنا!