
خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مزمور ١١:١١٩
سِرّ النموّ مِن خلال المشاركة
اكتشف (بول) بعد ظهر أحد الأيّام أنّه إذا ألقى الحجارة على سياج جاره، يمكن أنْ يتسبَّب ذلك بإصدارِ صوتِ زجاج ينكسر. كانت تلك متعة كبيرة يصاحبها شعور قليل بالخطر والخوف مِن أنْ يمسك به أحدهم! ولكنْ، بالنسبة لصبيّ صغير، كان ذلك جزءاً مِن الإثارة.
أُمْسِكَ (بول)، وجاء جاره ليخبر والديه بما قد فعله ابنهما. ”هل تسمحان لـ (بول) أنْ يأتي إلى منزلي؟“ سأل الرجل والدَي الصبيّ. ”أودّ أنْ أريه بعض الأشياء“، وكان (بول) يرتعد خوفاً. ماذا يريد أنْ يفعل هذا الرجل؟ ماذا يريد أنْ يُبيّن له؟ وافق والدا (بول) وهما يشعران بالحرج وخيبة الأمل في ابنهما.

تبع (بول) الرجلَ بخجل إلى الفناء الخلفي المجاور. وبجانب السياج كان هناك بيت بلاستيكيّ مع عدة أجزاء مكسورة مِن الزجاج! مرّت في ذهن (بول) صورة لمختلف أنواع العقاب. اقتاد الرجلُ (بول) إلى البيت البلاستيكي أسفل الصفوف المختلفة. وأثناء ذلك، بدأت عينه تقع على أنواع مختلفة مِن الزهور، وأخذ الرجل يشرح ما يحبّ في كلّ واحدة منها، فقال: ”هذه هي (الغلاديولا)، حيث يكبر حجمها وتزدهر بعدّة ألوان. وهذه هي (البنفسج) المُفضّلة لدى زوجتي. وعندما أراها، أفكّر بها وأفتقدها. وزهرة (الأوركيد)، على الرغم مِن أنّها صعبة النموّ، لكنّها مِن أجمل الزهور“.
لم يكن هناك محاضرة عن الزجاج المكسور، ولا صراخ، ولا عقوبة. وبعد نحو ساعة مِن الوقت عرض فيها الرجل كلّ الزهور في البيت البلاستيكي وشرحَ لـ (بول) كيف نمت وازدهرت بفضل ذلك البيت البلاستيكي، قدّم الرجل الشكر لـ (بول) على حضوره وأخبره بأنّه أصبح بإمكانه العودة إلى منزله.
شعر (بول) بغرابة شديدة في طريق العودة. وقال بعد سنوات عديدة: ”في تلك اللحظة، عرفْتُ أنّني عندما أكبر سأصبح معلماً. وفي ساعة واحدة، غيّر ذلك الرجل مجرى حياتي“.
هذه القصة الحقيقية تخبرنا شيئاً مهمّاً للغاية: نحن البشر ننمو عندما نشارك الآخرين بما لدينا مِن مال أو وقت أو معرفة. إنّ الحياة تعتمد على النموّ مِن خلال المشاركة.
لمتابعة الدرس إضغط هنا!