خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مزمور ١١:١١٩
١. كلّ شيء مُصَمَّم له مُصَمِّم
يقول بعض العلماء إنَّ كلّ هذه الأمور تحدث بفعل ”التطوّر“. ولا يوجد تصميم واعٍ يُوجّه هجرة الطيور وقدرة سمك السلمون المذهلة على إيجاد طريقها عبر مئات الأميال إلى المكان الذي بدأت فيه الحياة. ولكنّ هذا التفسير لا يبدو صحيحاً. ونحن نعلم أنّ كلّ شيء قد تمّ تصميمه لا بُدّ من أنْ يكون له مُصمّم.
فأنت لا تحتاج لأنْ تنظر إلى سمك السلمون أو الطيور لترى الأدلّة. فجسمك بحدّ ذاته هو معجزة مِن التصميم: الأعصاب في يدك وفي أصابعك حسّاسة بما يكفي لكي تلتقط دبّوساً، ولكنّها، في نفس الوقت، قويّة بما فيه الكفاية لتقبض حبلاً وتسحب شخصاً إلى بَرّ الأمان. عينك التي ترى، وأذنك التي تسمع، ولسانك الذي تتكلّم به، وساقك التي تمشي وتركض بها
ـــ جميع هذه الإجراءات ”العادية“ تنطوي على نظام مُعقّد بشكل لا يُصدّق، نظام مُكَوّن مِن أجهزة مترابطة ووظائف مُصمّمة لأداء لا تشوبه شائبة. هل تُصدّق حقّاً أنّ كلّ هذا جاء بمحض الصدفة مِن دون مُصمّم؟
لا عجب أنْ يصف كتاب الزبور الجسم البشري ويتحدّث بصوت عالٍ وواضح عن الخالق:
”أَحْمَدُكَ مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدِ امْتَزْتُ عَجَبًا. عَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ، وَنَفْسِي تَعْرِفُ ذلِكَ يَقِينًا“ (مزمور ١٣٩: ١٤).
تشير الأدلّة في أجسامنا إلى مُصمّم لا تعرف مهارته حدوداً. ما مدى احتمال أنْ تكون جميع الأجهزة والوظائف المترابطة لدينا، كالمعدة والدماغ والقلب والرئتين والشرايين والأوردة، والكِلى، والأذنين، والعينين، قد تطوّرت كلّ واحدة منها وبدأت تعمل معاً بانسجام بشكل عشوائي دون وجود مُصمّم ذكيّ؟
لحسن الحظ، لا نحتاج إلى محاولة تخيّل شيء بعيد الاحتمال كهذا، فالكتاب المقدّس يعطينا تفسيراً معقولاً لتصميم مُدهش واضح في أجسامنا.
”وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا... «فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ“ (تكوين ١: ٢٦، ٢٧).
لا يمكن أنْ يكون الرجل والمرأة الأوّلَين قد أبصرا النور بفعل الصدفة. فالكتاب المقدّس يعلن أنّ الله صمّمنا على صورته، وأنّه هو خالقنا العظيم الذي أبدعنا، وأتى بنا الى حيّز الوجود.
لمتابعة الدرس إضغط هنا!
الإيمان بالله