خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مزمور ١١:١١٩
الإيمان بالله
حتى منتصف القرن العشرين كانت أسماك السلمون الأحمر تشقّ طريقها بالآلاف مِن المحيط الهادئ لتقطع مسافة ٩٠٠ ميل عبر أنهار كولومبيا، ثمّ تعود مرّةً أخرى إلى بحيرة السمك الأحمر على مرتفعات جبال (ساوتوث) في وسط ولاية (إيداهو)، حيث تكون هذه الأسماك المُذهلة قد فقست في وقت سابق قبل سنتين إلى أربع سنوات. وهكذا تعود إلى ”الوطن“، حيث تضع بيضها وتولّد، ثمّ تموت. ولا تزال اليوم بضع مئات منها تقوم برحلة الـ ٩٠٠ ميل هذه، حيث تُبذل الجهود للمحافظة عليها في محاولة لجذب هذه السمكة الرائعة بعيداً عن حافّة الانقراض.
كيف يمكن لأسماك السلمون الأحمر أنْ تجد طريقها لتقطع ٩٠٠ ميل على طول ثلاثة أنهار والكثير مِن الجداول المتناهية الصغر لتصل إلى البقعة عينها حيث وُلدت؟ مَن الذي يوجّهها؟ هل تُنجز هذا العمل المُذهِل بشكل تلقائيّ؟ ومِن دون توجيه مُسبق؟
وكذلك يهاجر الكثير مِن الطيور لمسافات طويلة نحو الشمال في فصل الربيع لبناء أعشاشها وللتوالد، وفي فصل الشتاء تذهب إلى الجنوب حيث المناخ الدافئ. وغالباً ما تتبع مسارات واضحة وتقوم بالعودة إلى المناطق نفسها في كلّ عام قاطعة مسافات خيالية، إذ تترك أعشاش (سوتي شييرووتر) في جزر (فوكلاند) في جنوب المحيط الأطلسي وتهاجر حوالي مسافة ٨٧٠٠ ميل لتصل إلى مواقع قبالة سواحل النرويج! كما يسافر الطائر الطنان الأصهب الصغير ٣٠٠٠ ميل بين الأراضي الخصبة في ألاسكا ومجموعة الشتاء في المكسيك.
ونتساءل: مَنْ الذي يوجّه هذه الطيور لتقطع آلاف الأميال مِن الأراضي والمحيطات؟ فهل هناك مُصمّم وراء هذه الأنماط التي لا تصدق؟
لمتابعة الدرس إضغط هنا!