
خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مزمور ١١:١١٩
في ما يتعلّق بمستقبلك
الساقان الحديديّتان
ما هي المملكة التي ستأتي بعد اليونان وفقاً للحلم؟
”وَتَكُونُ مَمْلَكَةٌ رَابِعَةٌ صَلْبَةٌ كَالْحَدِيدِ، لأَنَّ الْحَدِيدَ يَدُقُّ وَيَسْحَقُ كُلَّ شَيْءٍ. وَكَالْحَدِيدِ الَّذِي يُكَسِّرُ تَسْحَقُ وَتُكَسِّرُ كُلَّ هؤُلاَءِ“ (الآية ٤٠).
بعد موت الإسكندر، انقسمت الإمبراطورية اليونانية في معركة (بيدنا) إلى فصائل مُتناحرة حتى ١٦٨ قبل الميلاد، حيث قامت ”إمبراطورية الحديد“، أي روما، بسحق اليونان. استخدم الله هذا الجزء مِن التمثال (الساقين الحديديتين) كإشارة إلى هذه الإمبراطورية العالمية الرابعة.
كان (أوغسطس قيصر) يحكم الإمبراطورية الرومانية عندما وُلِد السيّد المسيح قبل حوالي ألفي سنة (لوقا ٢: ١ – ٧). عاش السيّد المسيح وتلاميذه خلال الفترة الممثّلة بالسّاقين الحديديتين. وممّا لا شكّ فيه أنّ نبوءة دانيال هذه كانت في مخيّلة (جيبون)، وهو مؤرّخ القرن الثامن عشر، عندما كتب التالي: ”إنّ أسلحة الجمهورية [الرومانية] ــ وهي التي تعرّضت أحياناً للهزيمة في بعض المعارك، ولكنْ كانت دائماً منتصرة في الحرب ــ تقدّمت بخطوات سريعة باتّجاه نهر الفرات والدانوب والراين والمحيط. كما أنّ تماثيل الذهب، والفضّة، والنحاس، والتي تمثل الشعوب وملوكها، قد تعرّضت للكسر مِن قِبَل النظام الملكي الحديدي في روما“- إدوارد جيبون، تاريخ انحطاط الإمبراطورية الرومانية وسقوطها (جون د. موريس وشركائه)، المجلد. ٤، ص. ٨٩.
كيف يمكن لدانيال، العبراني الذي عاش في زمن بابل، أنْ يكون لديه أدنى فكرة عن تسلسل الامبراطوريات قبل الأحداث التاريخية نفسها بمئات السنين في المستقبل؟ ما زلنا نجد صعوبة في التنبؤ بحال الطقس الأسبوع المقبل! لقد تعاقبت هذه الإمبراطوريات (بابل، مادي-فارس واليونان وروما) واحدة تلو الأخرى تماماً كما أنبأت به النبوّة!
هل الله هو المسيطر على المستقبل؟ هل يمكننا أنْ نثق في المستقبل بينما يُظهر لنا الله خطّته العظيمة لعالمنا؟ يجيب دانيال (الإصحاح ٢) إجابة مُدوّية: نعم! ولكن هناك أكثر مِن ذلك.

القدمان والأصابع مِن الحديد المختلط بالخزف
هل ستأتي قوّة عالمية خامسة بعد روما؟
”وَبِمَا رَأَيْتَ الْقَدَمَيْنِ وَالأَصَابِعَ بَعْضُهَا مِنْ خَزَفٍ وَالْبَعْضُ مِنْ حَدِيدٍ، فَالْمَمْلَكَةُ تَكُونُ مُنْقَسِمَةً، وَيَكُونُ فِيهَا قُوَّةُ الْحَدِيدِ مِنْ حَيْثُ إِنَّكَ رَأَيْتَ الْحَدِيدَ مُخْتَلِطًا بِخَزَفِ الطِّينِ. وَأَصَابِعُ الْقَدَمَيْنِ بَعْضُهَا مِنْ حَدِيدٍ وَالْبَعْضُ مِنْ خَزَفٍ، فَبَعْضُ الْمَمْلَكَةِ يَكُونُ قَوِيًّا وَالْبَعْضُ قَصِمًا“ (الآية ٤١، ٤٢).
لم تكشف النبوءة عن إمبراطورية عالمية خامسة بل عن تقسيم المملكة الحديدية الرومانية، حيث تُقسَّم روما إلى عشر ممالك، وهي المرموز إليها بقدمَي التمثال وأصابعه.
هل هذا ما حدث بالفعل؟ نعم، بالتأكيد. فخلال القرنين الرابع والخامس للميلاد، قام غزاة مِن الشمال بإلحاق سلسلة ضربات على الإمبراطورية الرومانية المنقسمة. وفي النهاية وصلت عشر مِن تلك القبائل المتحاربة إلى السيطرة على معظم أراضي غرب روما، وثبّتوا حكمهم ضمن حدود أوروبا الغربية. وبالتالي ترمز الأصابع في قدمَي التمثال إلى أمم أوروبا الحديثة كما نعرفها اليوم. لقد تحقّقت النبوءة حرفيّاً وتواءَمَ التاريخ مرّة أخرى مع ما سبق وأخبر به الله. واليوم لم يتبقّ مِن تلك الدول العشر على خريطة أوروبا الحالية سوى سبع دول في روما الغربية المنقسمة.
أصابع القدمين العشر
عشر قبائل كبيرة في الإمبراطورية الرومانية الغربية
إنجلترا
فرنسا
ألمانيا
إيطاليا
دُمّرت في وقت لاحق
إسبانيا
سويسرا
دُمّرت في وقت لاحق
البرتغال
اختفوا بعد بضعة قرون
الأنجلوساكسون
الفرنجة
الجرمانيون
اللومبارديون
القوط الشرقيون
القوط الغربيون
البورغندين
الوِندال الفندال
السوفي
الهيروليون
لمتابعة الدرس إضغط هنا!