
خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مزمور ١١:١١٩
الطريق إلى حياة مُرْضية
٢. سدّ الفجوة التي أحدثتها الخطيئة والموت
لقد تألّم قلب الله بسبب ابتعاد آدم وحوّاء عنه بعد أنْ وقعا في الخطيئة. إنّ الله ما يزال حريصاً على استعادة تلك العلاقة المكسورة، وهو لا يكتفي فقط بأنْ ينظر بعين الرأفة عبر هُوّة الخطيئة والموت التي تفصل بيننا وبينه، بل قرّر أيضاً أنْ يبني جسراً لنعبر تلك الهُوّة.
كيف أصبح الله نفسه جسراً عبر الهُوّة الناجمة عن الخطيئة؟
”...الْمَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ الْخُطَاةَ“ (١ تيموثاوس ١: ١٥).
لقد وضع السيّد المسيح نفسه ذبيحة عن الخطيئة، ودفع ثمن العقوبة بنفسه، وجعل حياته، حياة البرّ الكامل، مُتاحة مجّاناً لجميع الذين يطلبون الغفران عند الصليب. إنّ صليب السيّد المسيح يسدّ الفجوة بين أشواقنا التي لا تهدأ والسلام والفرح الذي يمكن لله أنْ يُعطينا إيّاه. وهو يربط أيضاً ما بين أرضنا هذه، أرض الخطيئة والحياة الضائعة مِن جهة، والأرض الجديدة حيث الحياة الأبدية التي لا تنتهي.
لماذا كان السيّد المسيح على استعداد للمجيء إلى أرضنا؟
”لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ“ (يوحنا ٣: ١٦، ١٧).
لقد جعل السيّد المسيح ــ مِن خلال مجيئه إلى عالمنا هذاــ الفرقَ بين ملكوت الله ومملكة الشيطان فرقاً واضحاً جدّاً. وبفضل حياة المسيح وموته وقيامته، أصبح مِن الممكن غفران الخطاة ومنحهم الخلاص مِن دون التقليل مِن بشاعة الخطيئة. إنّ جسد المسيح المكسور هو جسر العبور إلى الحياة الأبدية بالنسبة لِمَنْ يضعون ثقتهم فيه مخلّصاً وسيّداً.

لمتابعة الدرس إضغط هنا!