top of page

خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ.    مزمور ١١:١١٩ 

هل حياتي مُهمّة فعلاً بالنسبة لله؟

shutterstock_377256109.jpg

٦. لماذا أخطأ الشيطان؟

إنْ كان الله قد خلق الشيطان ملاكاً كاملاً، لماذا يصبح هذا الملاك آثماً؟

”كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ، بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟ وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللهِ، وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشَّمَالِ. أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ.“ (إشعياء ١٤: ١٢ – ١٤).

إنّ الملاك الذي أصبح الشيطان كان يُسمّى في الأساس (لوسيفر)، ومعناه ”نجم الصبح“ أو ”المشرق“. وبطريقة ما، بدأ الفخر والطموح في قلب إبليس يحلّ محلّ الإخلاص لله. عمل (لوسيفر) على إقناع غيره مِن الملائكة السماوية بأنّ القانون الإلهي كان مُقيِّداً جدّاً وأنّ الله سيّد غير مكترِث. وتزايدتْ أكثر وأكثر غيرته مِن الله، فأخذ يسعى فعلاً للاستيلاء على عرش الله! 

كيف تمّ حلّ هذا الصراع؟

”قَدِ ارْتَفَعَ قَلْبُكَ لِبَهْجَتِكَ. أَفْسَدْتَ حِكْمَتَكَ لأَجْلِ بَهَائِكَ. سَأَطْرَحُكَ إِلَى الأَرْضِ، وَأَجْعَلُكَ أَمَامَ الْمُلُوكِ لِيَنْظُرُوا إِلَيْكَ.“ (حزقيال ٢٨: ١٧).

امتلأ قلب إبليس بالفخر و”ارتفع“، فتمرّد على الله. ومِن أجل الحفاظ على السلام والوئام في السماء، طرد الله إبليس وثلث الملائكة، تلك الملائكة التي انضمّت إلى (لوسيفر) في التمرّد (رؤيا ١٢: ٤، ٧ – ٩). إنّ الكبرياء والأنانية تكمن في جذور كلّ خطيئة ولا يمكن أنْ توجد في محضر الله.

٥. هل خلق الله الشيطان؟

مِن أين أتى الشيطان وفقاً ليسوع؟

”رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ سَاقِطًا مِثْلَ الْبَرْقِ مِنَ السَّمَاءِ“ (لوقا ١٠: ١٨).

”وَحَدَثَتْ حَرْبٌ فِي السَّمَاءِ: مِيخَائِيلُ وَمَلاَئِكَتُهُ حَارَبُوا التِّنِّينَ، وَحَارَبَ التِّنِّينُ وَمَلاَئِكَتُهُ وَلَمْ يَقْوَوْا، فَلَمْ يُوجَدْ مَكَانُهُمْ بَعْدَ ذلِكَ فِي السَّمَاءِ. فَطُرِحَ التِّنِّينُ الْعَظِيمُ، الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَالشَّيْطَانَ، الَّذِي يُضِلُّ الْعَالَمَ كُلَّهُ، طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ“ (رؤيا ١٢: ٧ – ٩).

هل خلق الله الشيطان؟ لا! كلّ شيء خلقه الله كامل. فالله لم يخلق الشيطان. ومع ذلك، فإنّ الكتاب المقدّس يذكر أنّ الشيطان، بالإضافة إلى الملائكة الذين خدعهم وأغواهم، كان في السماء قبل أنْ يخسر مكانه ويأتي إلى عالمنا.

كيف وصل الشيطان إلى السماء في المقام الأوّل؟

”أَنْتَ الْكَرُوبُ الْمُنْبَسِطُ الْمُظَلِّلُ، وَأَقَمْتُكَ. عَلَى جَبَلِ اللهِ المقدّس كُنْتَ. بَيْنَ حِجَارَةِ النَّارِ تَمَشَّيْتَ. أَنْتَ كَامِلٌ فِي طُرُقِكَ مِنْ يَوْمَ خُلِقْتَ حَتَّى وُجِدَ فِيكَ إِثْمٌ“ (حزقيال ٢٨: ١٤، ١٥).

الله لم يخلق الشيطان، بل خَلق ملاكاً كاملاً، وهذا الملاك تحوّل تدريجيّاً ليصبح الشيطان. كان الشيطان أكثر جمالاً وحكمة مِن الملائكة المقدّسة. ولكنْ بعد ذلك أخطأ ــ ”وُجِد فيه إثم“ (حزقيال ٢٨: ١٥)، وَطُرِد مِن السماء، فأصبح عدوّ البشرية اللّدود.

Copyright 2020 The Path for Arabia | All Rights Reserved

bottom of page