top of page

خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ.    مزمور ١١:١١٩ 

هل حياتي مُهمّة فعلاً بالنسبة لله؟

لقد أثّرت الخطيئة في كلّ خلائق الله. كانت مثل رمي في انكسار آلة تعمل بسلاسة. نبت الشوك جنباً إلى جنب مع الزهور. وبدأ المرض يصيب الناس عشوائياً. وبدأت الغيرة والعداء والشك والطمع تضاعف البؤس البشري. والأفظع مِن ذلك كلّه أنّ الموت جاء مع الخطيئة.

٤. مَن هو الشيطان الذي لوّث عالمنا بالخطيئة؟

يعلّمنا الكتاب المقدّس بوضوح أنّ الشيطان شخص حقيقيّ، ويذكره العهد الجديد ما يقارب المائة مرّة.

ما المعلومة التي يُقدّمها لنا السيّد المسيح حول شخصيّة الشيطان؟

”ذَاكَ (أيْ الشيطان) كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ“ (يوحنا ٨: ٤٤).

وفقا للسيّد المسيح، الشيطان هو مُنْشِئ الخطيئة في الكون، وهو ”أب“ الخطيئة وبالتالي القتل والكذب. يجب على أولئك الذين لا يؤمنون بالشيطان تتبّع كاميرا التلفزيون في المستشفيات والسجون والمدن الداخلية، ومعازل العالم الثالث، ومناطق الحروب في عالم اليوم، والتي تشهد مدّاً هائلاً مِن المعاناة الإنسانية والشرّ.

shutterstock_272344553.jpg

٣. الشرّ يدخل عالماً مثاليّاً

عندما خلق الله آدم وحوّاء في جنّة عدن، كانا يتمتّعان بالصحّة الجسدية والعقلية المثالية الكاملة، وكانا يعيشان في عالم بلا خطيئة (تكوين ١: ٢٨ – ٣١). لقد اختبرا الشركة وجهاً لوجه مع الخالق (تكوين ٣: ٨).

ما زلنا، في بعض المناسبات، نسمع صدى جنّة عدن عندما تبدو الحياة ثمينة بشكل لا يُوصف. ولكنْ، ماذا عن الجانب الآخر مِن الحياة؟ كيف يتحوّل العالم جذريّاً إلى مكان مِن المعاناة والمأساة؟ يصف سفر التكوين، في الفصلين ٢ و٣، كيف دخلت الخطيئة عالمنا. وفيما يلي ملخّص مُقتضب.

في وقت ما بعد إنشاء الله لعالمٍ مثاليِّ، جاء الشيطان إلى جنّة عدن لإغواء آدم وحواء ليعصيا خالقهما. حدّد الله المجال الذي يمكن أنْ يمارس ضمنه الشيطان سلطانه وتأثيره وجعله محصوراً في شجرة واحدة في الجنّة، وهي (شجرة معرفة الخير والشر). وقد حذّر الله آدم وحوّاء مِن الاقتراب مِن تلك الشجرة وأمرهما بالابتعاد عن أكل ثمارها، الأمر الذي مِن شأنه أنْ يؤدّي إلى الموت .

وذات مساء كانت حوّاء تتجوّل بالقرب مِن الشجرة المُحرّمة، فأطلق الشيطان بسرعة تجربته المخادعة. وادّعى أنّ الله لم يكن صادقاً فيما قاله لها وأنّها لن تموت إن هي أكلت مِن ثمار الشجرة، بل ستصبح أكثر حكمة مثل الله نفسه، فتصير عارفة بالخير والشرّ. حتى ذلك الحين، كانت حوّاء لا تعرف إلّا الخير، ولكنْ للأسف، خضعت حوّاء أولاً، ثمّ آدم، لأكاذيب الشيطان المغرية، وذاقا عيّنة مِن الثمرة المُحرّمة، كاسرَين بهذا رباط الثقة والطاعة الذي كان يربطهما بالله.

عندما فشل الرجل والمرأة في الثقة بالله واختارا أنْ يتبعا أكاذيب الشيطان، أطلقت خطيئتهما قوّة الشرّ التي ما تزال تعمل في عالمنا إلى اليوم. وكانت الأرض، وما تزال، في تمرّد ضدّ الله منذ ذلك الحين، واستمرّ الشيطان في العمل ليجعل الناس يخطئون. وهو وراء كلّ الجرائم التي لا يمكن تفسيرها، والتي نقرأ عنها، مثل القسوة، والمعاناة، والبؤس، وغيرها مِن الجرائم التي غالباً ما تملأ عالمنا.

Copyright 2020 The Path for Arabia | All Rights Reserved

bottom of page