
خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مزمور ١١:١١٩
هل لدى الله رسالة خاصّة لأيّامنا هذه؟
٣. كنيسة المسيح في الأيّام الأخيرة
إنّ قصد الله مِن إرسال رسالة خاصّة إلى المؤمنين في الأيّام الأخيرة هو أنْ يساعدهم على الاقتراب منه والارتباط به بصورة أوثق وأعمق مِن ذي قبل. إنّه يريدهم مؤمنين أقوياء ثابتين يملأ نفوسهم الصبر والإيمان والإخلاص له.
يُحدّد سفر الرؤيا (١٢: ١٧) المؤمنين الحقيقيين في الأيّام الأخيرة بوصفهم أولئك ”الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ، وَعِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ“. كما يحدّد سفر الرؤيا هذه المجموعة نفسها ”الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ وَإِيمَانَ يَسُوعَ“ في (رؤيا ١٤: ١٢).
دعونا نلخّص خصائص المؤمنين بالسيّد المسيح في الأيّام الأخيرة:
١) ”عِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ“. قبل أنْ يصعد مُخلَّصنا إلى السماء وَعَدَ بأنْ يسكن على الدوام في قلوب المسيحيين الأمناء بالإيمان. إنّه يُريد لمحبّته وقوّته أنْ تُشرقا على العالم بشكل خاصّ مِن خلال كنيسته. وهذا الأمر لا يحدث بفضل أعمال المؤمنين أو قوّتهم، بل إنّها هِبة مِن الله (أفسس ٢: ٨). فكلّما اقتربوا مِن السيّد المسيح، صاروا مثالاً حيّاً على قوّته المُغَيِّرة.

٢) يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ وَإِيمَانَ يَسُوعَ“ (رؤيا ١٤: ١٢). يحتاج المسيحيّون إلى الثقة بالله مثلما وثق السيّد المسيح بالآب السماوي بينما كان هنا على الأرض. يجب أنْ تمتلئ قلوبهم بالإيمان الذي كان للسيّد المسيح والذي وعظ به في تعاليمه. إنّ مؤمني الأيّام الأخيرة لا يعرفون الحقّ فقط ولكنّهم ”يَحْفَظُونَ“ الحقّ بكامله ويتبعونه كما هو.
٣) ”يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ“، أي الوصايا العشر، والتي تمثّل الجانب الأخلاقي مِن شريعة الله. واتّباع المؤمنين لهذه الوصايا هو تعبير حيّ عن محبّتهم لله، بما في ذلك الوصية الرابعة التي توصينا بعبادة خالقنا مِن خلال حفظ يوم السبت، اليوم السابع مِن الأسبوع. إنّ الإيمان يقترن بالطاعة، ولهذا يعيش المؤمنون في طاعة لكلمة الله. لقد اكتشف أولئك المؤمنون الحقّ الذي لاحظه المؤلّف (صموئيل جونسون) في القرن الثامن عشر، والذي قال: ”إنّ مَن يأمل أنْ يلقى السلام مِن خلال الثقة بالله عليه أنْ يطيعه“.
٤) إنّهم يشاركون رسالة (البشارة الأبدية) في جميع أنحاء العالم (رؤيا ١٤: ٦). منذ عام ١٨٤٤، عندما بدأت دينونة ما قبل المجيء في السماء وكنيسة السيّد المسيح ما تزال تدعو الناس في كلّ مكان لأنْ يخرجوا مِن بابل (الفوضى الدينية) وأنْ تكون لهم علاقة مع السيّد المسيح تستند على الحقّ المؤسَّس على الكتاب المُقدّس.
ليس مِن السهل دائماً اتّباع السيّد المسيح. لقد واجه المسيحيّون الاضطهاد الشديد في الأيّام الأولى للكنيسة، ولكنّ الاضطهاد لم ينتهِ عند ذلك، بل ما يزال المسيحيون اليوم يتعرّضون للاضطهاد بسبب إيمانهم في أكثر مِن ٤٠ دولة في جميع أنحاء العالم. في بعض تلك الدول تُعتبر الأمور التالية غير قانونية: حيازة الكتاب المقدّس بهدف نشر الإيمان بالسيّد المسيح، أو اعتناق الإيمان المسيحي، أو تعليم الأطفال عن السيّد المسيح. إنّ الذين يتبعون السيّد المسيح بجرأة على الرغم مِن المعارضة الرسمية التي تواجههم مِن قِبَل الحكومة يتعرّضون للمضايقة والاعتقال والتعذيب وحتى الموت. ولكنْ، حتى في هذه الظروف الصعبة، ما يزال شعب الله مِن المؤمنين يجتمعون للعبادة وللشهادة للسيّد المسيح.
إنّ رسالة الله الخاصّة للعالم هي دعوة موجّهة للناس جميعاً كي يسلّموا له بالتمام وللحقّ الإلهي المُعلَن في الكتاب المقدّس. يقول السيّد المسيح:
”وَلِكَثْرَةِ الإِثْمِ تَبْرُدُ مَحَبَّةُ الْكَثِيرِينَ. وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ“ (متى ٢٤: ١٢، ١٣).
لمتابعة الدرس إضغط هنا!