
خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مزمور ١١:١١٩
هل لدى الله رسالة خاصّة لأيّامنا هذه؟
٢) رسالة الملاك الثاني
”ثُمَّ تَبِعَهُ مَلاَكٌ آخَرُ قَائِلاً: «سَقَطَتْ! سَقَطَتْ بَابِلُ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ، لأَنَّهَا سَقَتْ جَمِيعَ الأُمَمِ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ زِنَاهَا!»“ (رؤيا ١٤: ٨)
ترمز بابل (عدوّ شعب الله) في نبوءة الكتاب المُقدّس إلى الديانة الكاذبة والفوضى الروحية. ويصوّر سفر الرؤيا (الإصحاح ١٧) بابل الروحية المسيحية المرتدّة باعتبارها امرأة غير فاضلة (١٧: ٥)، وهي تقف على طرف النقيض مِن المرأة النقيّة في سفر الرؤيا (الإصحاح ١٢)، والتي تمثّل كنيسة المسيح الحقيقية. إنّ رسالة الله الثانية للأيّام الأخيرة تقاوم بشدّة الديانة القائمة على المساومة على الحقّ.

يُطلِقُ الملاك الثاني التحذير التالي: ”سقطت بابل“. إنّ المرأة التي تمثّل بابل هي امرأة ساقطة تسقي ”جَمِيعَ الأُمَمِ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ زِنَاهَا“. وبالفعل، فلقد تغلغلت خمر العقيدة المُضلّلة ضمن تلك الأشكال الزائفة مِن الإيمان المسيحي. ورسالة الملاك الثاني تحثّ شعب الله على مقاومة التعاليم الخاطئة التي تنادي بها المسيحية المرتدّة والتي تحجب الحقّ المتضمّن في كلمة الله.
إنّ رسالة الله هذه تدعو الناس في الأيّام الأخيرة إلى (الخروج) مِن بابل (رؤيا ١٨: ٤)، وإلى التفاني المُخلِص في خدمة السيّد المسيح. يريد الله مِن شعبه المؤمن أنْ تكون حياتهم أمثلة حيّة تُوضّح قوّة الإيمان المبني على الطاعة للمسيح. وهو يطلب منّا أنْ نحفظ وصايا الله مِن خلال الإيمان بالسيّد المسيح (رؤيا ١٢: ١٤). إنّ الربّ يدعو شعبه إلى الخروج مِن بابل الروحية ليصيروا تلاميذه الحقيقيين الذين يعتمدون على السيّد المسيح ويتبعون تعاليمه في الكتاب المقدّس. إنّ أولئك الذين (خرجوا) مِن بابل يعبدون الله كما أوضح هو في كلمته. كما أنّهم يرفضون جميع التعاليم المخالفة للكتاب المقدّس.
٣) رسالة الملاك الثالث
”ثُمَّ تَبِعَهُمَا مَلاَكٌ ثَالِثٌ قَائِلاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَسْجُدُ لِلْوَحْشِ وَلِصُورَتِهِ، وَيَقْبَلُ سِمَتَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ أَوْ عَلَى يَدِهِ، فَهُوَ أَيْضًا سَيَشْرَبُ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ اللهِ، الْمَصْبُوبِ صِرْفًا فِي كَأْسِ غَضَبِهِ، وَيُعَذَّبُ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ أَمَامَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ. وَيَصْعَدُ دُخَانُ عَذَابِهِمْ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. وَلاَ تَكُونُ رَاحَةٌ نَهَارًا وَلَيْلاً لِلَّذِينَ يَسْجُدُونَ لِلْوَحْشِ وَلِصُورَتِهِ وَلِكُلِّ مَنْ يَقْبَلُ سِمَةَ اسْمِهِ». هُنَا صَبْرُ الْقِدِّيسِينَ. هُنَا الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ وَإِيمَانَ يَسُوعَ“ (رؤيا ١٤: ٩ – ١٢).
إنّ رسالة الملاك الثالث هي رسالة القرار الحاسِم، فهي تقسم العالم كلّه إلى مجموعتين: على جانب واحد يقف المسيحيون المرتدّون الذين يعبدون (الوحش وصورته) ويقبلون سِمَتَه على جِباههم أو على أيديهم، وعلى الجانب الآخر يقف أولئك الذين يرفضون سلطة الوحش. هؤلاء هم القدّيسون ”الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ، وَعِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ“.
لاحِظ التناقض الصارِخ بين هاتين المجموعتين المتعارضتين. فأولئك الذين يأخذون سِمَة الوحش مِن خلال اتّباعهم تقاليد الناس وتعاليمهم الدينية، هم العابدون الذين يساومون على تعاليم الكتاب المقدس ويتبعون أفكار وممارسات مِن صنع الناس. أمّا (القدّيسون) فيتميّزون بصبرهم وطاعتهم لوصايا الله وأمانتهم للسيّد المسيح.
لمتابعة الدرس إضغط هنا!