
خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مزمور ١١:١١٩
هل لدى الله رسالة خاصّة لأيّامنا هذه؟
٢. هل لدى الله رسالة خاصّة لأيّامنا هذه؟
نعم! الله يريد مِن الجميع أنْ يكونوا على استعداد للقاء السيّد المسيح عندما يأتي ثانية، ولهذا السبب أعطانا رسالة خاصّة في الكتاب المقدّس ليساعدنا على فهم ما سيجري على الأرض قبل عودة السيّد المسيح. عندما نفهم رسالة الله الخاصّة للأيّام الأخيرة، عندئذ سنعرف كيف نستجيب بإيمان. سنكون قادرين ــ مِن خلال نعمة الله ــ على أنْ نتبعه حتى النهاية وأنْ نكون مِن بين أولئك الذين يفرحون لرؤية السيّد المسيح آتياً على سحاب المجد.
في سفر رؤيا يوحنا (١٤: ٦ – ١٦)، نجد ثلاثة ملائكة تطير في السماء وتتّجه إلى الأرض، معلنة رسالة الله الخاصّة للأيّام الأخيرة مِن هذا العالم. يُصوِّر الكتاب المقدّس بشكل استعراضي مثير الملائكة وهم يُذيعون هذه الرسالة، والهدف مِن ذلك هو التأكيد على أصلها الإلهي، ولكنْ في الواقع، إنّ الله يستخدم دائماً شعبه المؤمن ليذيع الحقّ الإلهيّ بين الناس. وهذا يصحّ أيضاً بالنسبة للرسالة الخاصّة بالأيّام الأخيرة. وعندما ينتهي هؤلاء الملائكة الثلاثة مِن إذاعة هذه الرسالة بالكامل، عندئذ سيأتي السيّد المسيح.
دعونا نُلقي نظرة فاحصة على هذه الرسائل السماوية الثلاث.

١) رسالة الملاك الأوّل
”ثُمَّ رَأَيْتُ مَلاَكًا آخَرَ طَائِرًا فِي وَسَطِ السَّمَاءِ مَعَهُ بِشَارَةٌ أَبَدِيَّةٌ، لِيُبَشِّرَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ وَكُلَّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ، قَائِلاً بِصَوْتٍ عَظِيم: «خَافُوا اللهَ وَأَعْطُوهُ مَجْدًا، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَتْ سَاعَةُ دَيْنُونَتِهِ، وَاسْجُدُوا لِصَانِعِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَالْبَحْرِ وَيَنَابِيعِ الْمِيَاهِ»“ (رؤيا ١٤: ٦، ٧).
تستند رسالة الله الخاصّة بالأيّام الأخيرة على (البشارة الأبدية)، وهي نفس رسالة الخلاص التي قَبِلها الشعب في العهد القديم بالإيمان (عبرانيين ٣: ١٦ – ١٩؛ ٤: ٢؛ ١١: ١ – ٤٠). إنّها البشارة عينها التي نادى بها السيّد المسيح نفسه والتي جذبت الناس إليه منذ ذلك الحين.
يُعلن الملاك الأوّل تلك (البشارة الأبدية) في سياق جديد يتضمّن العالم بأسره. يجب أنْ تصل تلك البشارة إلى كلّ ”أمّة وقبيلة ولسان وشعب“ في هذه الأيّام الأخيرة، بحيث يكون لهم جميعاً فرصة الاستماع إلى (البشارة الأبدية) وقبولها قبل عودة المسيح.
إنّ الملاك الأوّل يدعو الناس في كلّ مكان مُعلِناً: ”خافوا الله وأعطوه مجداً [ دَعُوا صفاته تظهر فيكم]“. ينبغي على شعب الله أنْ يجعلوا مِن حياتهم شهادة حيّة وإعلاناً مُشوَّقاً وجذّاباً عن قدرة الله الفاعلة في البشر عندما تمتلئ نفوسهم بروح السيّد المسيح.
يقول الملاك الأوّل أيضاً: ”لأَنَّهُ قَدْ جَاءَتْ سَاعَةُ دَيْنُونَتِهِ“ (رؤيا ١٤: ٧). والمقصود هنا هو أنّ رسالة الله الخاصّة بالأيّام الأخيرة قد بدأت فعلاً بالانتشار في العالم. في الدليل رقم (١٣) رأينا أنّ السيّد المسيح قد بدأ بدينونة ما قبل المجيء الثاني في عام ١٨٤٤ ميلادية. في ذلك العام بالذات، أوحى السيّد المسيح إلى الناس في مختلف أنحاء العالم بأنْ يبدأوا بالتبشير بالرسالة المتضمّنة في رؤيا يوحنا، الإصحاح ١٤.
كما يدعو الملاك الأوّل الجميعَ قائلاً: ”...اسْجُدُوا لِصَانِعِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَالْبَحْرِ وَيَنَابِيعِ الْمِيَاهِ“ (رؤيا ١٤: ٧). تشير الوصية الرابعة إلى الله بوصفه الخالِق المستحقّ العبادة وحده، وهذا نصّها: ”اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ“ لأنّه ”فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا، وَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ. لِذلِكَ بَارَكَ الرَّبُّ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَدَّسَهُ“ (خروج ٢٠: ٨، ١١). ورسالة الملاك الأوّل تشير إلى أهمّيّة حفظ اليوم السابع السبت في إطار البشارة الأبديّة.
لمتابعة الدرس إضغط هنا!