
خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مزمور ١١:١١٩
هل يمكنني أنْ أجد كنيسة الله اليوم؟
٤. كنيسة الله في أيّامنا
ما يزال المسيح اليوم يُحافظ على كنيسته ويمنحها القوّة ويمدّها بالعون. ومثلما انتصر السيّد المسيح بشكل حاسم على الشيطان مِن خلال الصليب، فهو يُتابع الآن انتصاره على الشيطان مِن خلال كنيسته. وكما هو مُتوَقّع، ما يزال التنين غاضباً على شعب الله. وما تزال الحرب غير المنظورة بين الخير والشر دائرة رحاها إلى اليوم. في الواقع، سيقوم الشيطان بأعظم هجوم له على الكنيسة قُبيْل عودة السيّد المسيح. لاحظ الفصل الأخير مِن تلك الدراما في ختام هذ الجزء النبويّ مِن سفر الرؤيا:
”فَغَضِبَ التِّنِّينُ (الشيطان) عَلَى الْمَرْأَةِ (كنيسة الله)، وَذَهَبَ لِيَصْنَعَ حَرْبًا مَعَ بَاقِي نَسْلِهَا الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ، وَعِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ“
(رؤيا ١٢: ١٧).

تُركّز هذه النبوءة على أيّامنا هذه. إنّ الشيطان يصنع حرباً على (المرأة) وعلى ”بَاقِي نَسْلِهَا“ – أي شعب الله الذين يمثّلون كنيسة السيّد المسيح الحقيقيّة في هذه الأيّام الأخيرة. لاحظْ أنّ الكنيسة المسيحيّة الأخيرة لها بعض العلامات المُميّزة، ”يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ، وَعِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ“:
١. مؤمنو الأيّام الأخيرة هؤلاء ”عِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ“. فإذ يتمسّك هؤلاء بأمانة بالمبادئ النقيّة لكلمة الله، فهم يشهدون للسيّد المسيح مِن خلال الحياة المسيحية الفعّالة. إنّ حقائق الكتاب المقدّس العظيمة توقظ في القلب الحبّ للسيّد المسيح والتفاني في خدمته. كما أنّ شعب الله هؤلاء يسعون لمشاركة أفراح حياة الإيمان مع الآخرين.
٢. مسيحيّو الأيّام الأخيرة هُم شعب النبوّة. إنّ كنيسة الله في الأيّام الأخيرة عندها ”شَهَادَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ“، والتي تُدعى أيضاً ”روح النبوة“ (رؤيا ١٩: ١٠). ويُعرِّف يوحنا (شهادة يسوع) بأنّها شهادات مباشرة مِن الله تأتي عن طريق رسول على الأرض، بحيث تُركَّز اهتمام هؤلاء المؤمنين على خطّة الله لهم وعلى مصيرهم الأبديّ.
٣. مسيحيّو الأيّام الأخيرة يتميّزون بأنّهم أولئك ”الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ“، فهم يطيعون جميع ما أمر به الله في الوصايا العشر. إنّ محبّة الله تقود إلى طاعة وصاياه بفرح (رومية ١٣: ٨ – ١٠).
كنيسة المسيح في العهد الجديد هي كنيسة مُخلِصة لوصايا الله، ومسيحيّو الأيّام الأخيرة يتبعون في طاعتهم مثال السيّد المسيح والكنيسة الأولى، وهم يأخذون على محمل الجدّ كلمات السيّد المسيح:
”إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ“ (يوحنا ١٤: ١٥).
إنّ هذا التركيز على الطاعة يثير غضب الشيطان جِدّاً، فيذهب ويصنع حرباً على كنيسة الله الأخيرة لأنّها تشهد على صحّة حقيقة عظيمة: محبّة الله تقود إلى طاعة وصاياه.
لمتابعة الدرس إضغط هنا!