
خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مزمور ١١:١١٩
عندما يموت الإنسان. . . ماذا بعد؟
٥. هل ينسى الله الأموات الراقدين؟

إنّ رُقاد الموت ليس نهاية القصة. قال السيّد المسيح لمرثا عند قبر صديقه لعازر:
”أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا“ (يوحنا ١١: ٢٥).
إنّ أولئك الذين يموتون في السيّد المسيح ينامون في القبر، ولكنْ ما يزال لديهم مستقبل مشرق. فالخالق يحافظ على التركيب الجيني الكامل (الجينوم) في كلّ فرد. إنّ ذاك الذي يهتمّ بكلّ شعرة على رؤوسنا ويحملنا على راحة يده لن ينسانا أبداً.
كان النبيّ أيّوب واثقاً بأنّ الله سوف يقيمه إلى الحياة مرّة أخرى في يوم مِن الأيام، إذ قال:
”إِنْ مَاتَ رَجُلٌ أَفَيَحْيَا؟ كُلَّ أَيَّامِ جِهَادِي أَصْبِرُ إِلَى أَنْ يَأْتِيَ بَدَلِي. تَدْعُو فَأَنَا أُجِيبُكَ. تَشْتَاقُ إِلَى عَمَلِ يَدِكَ“ (أيوب ١٤: ١٤، ١٥).
إنّ الله لن يغيب عن ناظريه أيٌّ مِن أبنائه. فنحن سنموت ونعود إلى التراب، ولكنّ حياتنا ”...مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ“ (كولوسي ٣: ٣). يؤكّد الكتاب المقدّس:
”مَتَى أُظْهِرَ الْمَسِيحُ حَيَاتُنَا، فَحِينَئِذٍ تُظْهَرُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ فِي الْمَجْدِ“ (كولوسي ٣: ٤).
عندما يأتي السيّد المسيح يستيقظ الموتى الأبرار مِن نومهم. يقول الرسول بولس:
”ثُمَّ لاَ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ الرَّاقِدِينَ، لِكَيْ لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ... لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً. ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ. لِذلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِهذَا الْكَلاَمِ“ (١ تسالونيكي ٤: ١٣، ١٦ – ١٨).
لا يُدرك الموتى مرور الزمن بينما هم في القبر. وفي يوم القيامة، عندما يُقام الأبرار إلى الحياة مرّة أخرى، سيبدو الموت لهم وكأنّه مجرّد راحة قصيرة. سيأخذهم السيّد المسيح إلى وطنهم السماوي (يوحنا ١٤: ١ – ٣)، ”وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ“ (رؤيا ٢١: ٤).
إنّ مَن يُحِبّ الله لا يخاف الموت. بدون السيّد المسيح، سيكون الموت طريقاً ذا اتّجاه واحد ينتهي في غياهب النسيان. ولكنّ السيّد المسيح سيفتح القبر وسيحمل ”مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ“ (رؤيا ١: ١٨). هناك رجاءٌ في السيّد المسيح، رجاءٌ مشرق بالحياة معه إلى الأبد.
لمتابعة الدرس إضغط هنا!