
خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مزمور ١١:١١٩
عندما يموت الإنسان. . . ماذا بعد؟
٤. ما مدى إدراك الأموات؟
بعد الموت، يتحلّل الدماغ، فلا يمكنه معرفة أو تذكّر أي شيء.
”لأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْمَوْتِ ذِكْرُكَ. فِي الْهَاوِيَةِ مَنْ يَحْمَدُكَ؟“ (مزمور ٦: ٥).
تتوقّف العواطف البشرية بمجملها عند الموت.
”وَمَحَبَّتُهُمْ وَبُغْضَتُهُمْ وَحَسَدُهُمْ هَلَكَتْ مُنْذُ زَمَانٍ، وَلاَ نَصِيبَ لَهُمْ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ، فِي كُلِّ مَا عُمِلَ تَحْتَ الشَّمْسِ“ (الجامعة ٩: ٦).
الموتى لا يدركون أيّ شيء يحدث، وليس لديهم أيّ اتّصال على الاطلاق مع الأحياء.
”لأَنَّ الأَحْيَاءَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ سَيَمُوتُونَ، أَمَّا الْمَوْتَى فَلاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا، وَلَيْسَ لَهُمْ أَجْرٌ بَعْدُ لأَنَّ ذِكْرَهُمْ نُسِيَ... اِلْتَذَّ عَيْشًا مَعَ الْمَرْأَةِ الَّتِي أَحْبَبْتَهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاةِ بَاطِلِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ إِيَّاهَا تَحْتَ الشَّمْسِ، كُلَّ أَيَّامِ بَاطِلِكَ، لأَنَّ ذلِكَ نَصِيبُكَ فِي الْحَيَاةِ وَفِي تَعَبِكَ الَّذِي تَتْعَبُهُ تَحْتَ الشَّمْسِ. كُلُّ مَا تَجِدُهُ يَدُكَ لِتَفْعَلَهُ فَافْعَلْهُ بِقُوَّتِكَ، لأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَمَل وَلاَ اخْتِرَاعٍ وَلاَ مَعْرِفَةٍ وَلاَ حِكْمَةٍ فِي الْهَاوِيَةِ الَّتِي أَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَيْهَا“ (الجامعة ٩: ٥، ٩، ١٠).

في الواقع، إنّ الموت مثل النوم بلا أحلام. يُطلِق الكتاب المقدّس على الموت ”تسمية النوم“ ٥٤ مرّة، فمثلاً يقول المرنّم ”انْظُرْ وَاسْتَجِبْ لِي يَا رَبُّ إِلهِي. أَنِرْ عَيْنَيَّ لِئَلاَّ أَنَامَ نَوْمَ الْمَوْتِ“ (مزمور ١٣: ٣). وكان السيّد المسيح يُعلِّم بأنّ الموت مثل النوم (الرّقاد)، حيث قال لتلاميذه:
”قَالَ هذَا وَبَعْدَ ذلِكَ قَالَ لَهُمْ: «لِعَازَرُ حَبِيبُنَا قَدْ نَامَ. لكِنِّي أَذْهَبُ لأُوقِظَهُ». فَقَالَ تَلاَمِيذُهُ: «يَا سَيِّدُ، إِنْ كَانَ قَدْ نَامَ فَهُوَ يُشْفَى». وَكَانَ يَسُوعُ يَقُولُ عَنْ مَوْتِهِ، وَهُمْ ظَنُّوا أَنَّهُ يَقُولُ عَنْ رُقَادِ النَّوْمِ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ حِينَئِذٍ عَلاَنِيَةً: «لِعَازَرُ مَاتَ»“
(يوحنا ١١: ١١ – ١٤).
طريق الله هو أفضل الطرق. كم هو مريح أنْ نُدرِك بأنّ أحبّاءنا الذين فارقوا الحياة هم في الحقيقة نائمون (مستريحون) بسلام في السيّد المسيح، وأنّهم يجهلون أيّ شيء يحدث على الأرض!
دعونا نتخيّل ــ كما يعتقد العديد مِن المسيحيين ــ أمّاً مؤمنة تذهب إلى السماء عند الموت. ومِن هناك تنظر إلى الأرض وترى ابنها وقد تحوّل إلى مُدمن على الكحول
أو المخدّرات، أو تراه يعاني مِن مرض السرطان أو أصيب بشلل شديد في حادثٍ ما. ما مدى سعادة تلك الأمّ في السماء؟ الحمد لله أنّ الموت هو مثل نوم هادئ عميق!
لمتابعة الدرس إضغط هنا!