خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مزمور ١١:١١٩
هل الله عادل؟
٦. مَشهَد الدينونة الأخير
هنا، وللمرّة الأولى والأخيرة، سيتلاقى البشر بأجمعهم بعضهم مع بعض وجهاً لوجه: السيّد المسيح وهو يقود أبناء الله مِن المفديّين الأمناء داخل المدينة مِن جهة، والشيطان الذي يرأس حشود الأشرار الذين هم خارج أسوار المدينة مِن جهة أخرى. وفي هذه اللحظة الحَرِجة، يقود الله المرحلة النهائية مِن الدينونة، ويواجه الأشرار يوم المحاكمة المحتوم.
”ثُمَّ رَأَيْتُ عَرْشًا عَظِيمًا أَبْيَضَ، وَالْجَالِسَ عَلَيْهِ، الَّذِي مِنْ وَجْهِهِ هَرَبَتِ الأَرْضُ وَالسَّمَاءُ، وَلَمْ يُوجَدْ لَهُمَا مَوْضِعٌ! وَرَأَيْتُ الأَمْوَاتَ صِغَارًا وَكِبَارًا وَاقِفِينَ أَمَامَ اللهِ، وَانْفَتَحَتْ أَسْفَارٌ، وَانْفَتَحَ سِفْرٌ آخَرُ هُوَ سِفْرُ الْحَيَاةِ، وَدِينَ الأَمْوَاتُ مِمَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَسْفَارِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ. وَسَلَّمَ الْبَحْرُ الأَمْوَاتَ الَّذِينَ فِيهِ، وَسَلَّمَ الْمَوْتُ وَالْهَاوِيَةُ الأَمْوَاتَ الَّذِينَ فِيهِمَا. وَدِينُوا كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ“ (رؤيا ٢٠: ١١ – ١٣).
وبينما يقف الأشرار أمام عرش العدالة الإلهية فإنّ كلّ حياتهم ستمرّ أمام أعينهم. سيرون كيف أنّهم استمرّوا برفض محبّة المُخلّص. وستغزو قلوبهم حقيقة رهيبة، ألا وهي حقيقة ضياعهم الأبديّ.
واعتماداً على السجلّات المحفوظة في السماء، سيكشف السيّد المسيح ــ وهو القاضي العادل ــ عن جميع تعاملاته مع بني البشر مِن الرجال والنساء، ومع الملائكة الساقطة أيضاً، بينما ينظر الكونُ بأكمله بكلّ اهتمام. فإذ يقف السيّد المسيح أمام عرش الله، سيقدّم أمام الجميع عرضاً شاملاً لعمل الفداء الذي أنجزه. وإذ يخطو خطوة إلى الأمام موجّهاً كلمته بحزن إلى أولئك الذين أصرّوا على رفضه، حينئذ سيعترف الكون بأكمله بأنّ الله عادل وبأنّ عمل الدينونة الأخير ضرورة حتميّة.
”وَأَمَّا أَنْتَ، فَلِمَاذَا تَدِينُ أَخَاكَ؟ أَوْ أَنْتَ أَيْضًا، لِمَاذَا تَزْدَرِي بِأَخِيكَ؟ لأَنَّنَا جَمِيعًا سَوْفَ نَقِفُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «أَنَا حَيٌّ، يَقُولُ الرَّبُّ، إِنَّهُ لِي سَتَجْثُو كُلُّ رُكْبَةٍ، وَكُلُّ لِسَانٍ سَيَحْمَدُ اللهَ»“
(رومية ١٤: ١٠، ١١).
”وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ“ (فيلبي ٢: ٨ – ١١).
لقد تمّ الردّ على أسئلة الجميع الآن. حتى الشيطان نفسه لن يكون في جعبته ما يقوله للدفاع عن نفسه. وكلّ مخلوق في الكون سيعترف بأنّ الله أمين وعادل وأنّ السيّد المسيح جدير بحبّنا وعبادتنا. وستشدو جوقة عظيمة هذه الكلمات: ”مُسْتَحِقٌّ هُوَ الْخَروُفُ الْمَذْبُوحُ أَنْ يَأْخُذَ الْقُدْرَةَ وَالْغِنَى وَالْحِكْمَةَ وَالْقُوَّةَ وَالْكَرَامَةَ وَالْمَجْدَ وَالْبَرَكَةَ!“ (رؤيا ٥: ١٢).
إن كلّ خطط الله ومقاصده قد توضّحت، وأحكامه قد بُرِّرَت.
”مَنْ لاَ يَخَافُكَ يَارَبُّ وَيُمَجِّدُ اسْمَكَ؟ لأَنَّكَ وَحْدَكَ قُدُّوسٌ، لأَنَّ جَمِيعَ الأُمَمِ سَيَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَكَ، لأَنَّ أَحْكَامَكَ قَدْ أُظْهِرَتْ“ (رؤيا ١٥: ٤).
”وَكُلُّ خَلِيقَةٍ مِمَّا فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ وَتَحْتَ الأَرْضِ، وَمَا عَلَى الْبَحْرِ، كُلُّ مَا فِيهَا، سَمِعْتُهَا قَائِلَةً:«لِلْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَلِلْخَرُوفِ الْبَرَكَةُ وَالْكَرَامَةُ وَالْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ»“ (رؤيا ٥: ١٣).
ليس المُخلّصون وحدهم مَن سيعترف بأنّ طرق الله عادلة ومنصِفة، ولكنّ الشيطان نفسه والملائكة الأشرار أيضاً سيعترفون بذلك.
لمتابعة الدرس إضغط هنا!