top of page

خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ.    مزمور ١١:١١٩ 

سِرّ النموّ مِن خلال الزمالة

٢. الكنيسة التي وضع أساساتها السيّد المسيح 

هل للمسيح كنيسة معيّنة، أم أنّ فكرة إنشاء منظّمة دينية هي اختراع بشري؟ نجد الإجابة عند السيّد المسيح:

”وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا“ (متى ١٦: ١٨).

إنّ السيّد المسيح نفسه هو صخرة الكنيسة وحجر الزاوية فيها. فما كان الأساس الذي بُنيت عليه الكنيسة؟ 

”مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ“ (أفسس ٢: ٢٠). 

ماذا عَمِل الربّ إذ كان ينتشر الإنجيل؟ 

”...وَكَانَ الرَّبُّ كُلَّ يَوْمٍ يَضُمُّ إِلَى الْكَنِيسَةِ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ“ (أعمال الرسل ٢: ٤٧). 

shutterstock_62045947_edited.jpg

عندما أسّس السيّد المسيح الكنيسة، وَعَد بِأنّ ”...أَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا“ (متى ١٦: ١٨)، والكنيسة المسيحية ما تزال مستمرّة. ولكنْ، كان للكنيسة عبر القرون أعداء أشدّاء مِن الأباطرة الرومان الطغاة إلى الشيوعية، وخلال هذا كلّه كانت دماء الشهداء البذار التي حملت معها النمو والانتعاش إلى الكنيسة. عندما كان أحد المسيحيين يُقذَف إلى الأسود أو يُحرَق، كان يحِلّ محلّه مؤمنون آخرون يتولّون مهامّه. وكثيراً ما كانت تُجبَر الكنيسة على الاختباء، ولكنّها كانت دائماً تظهر مرّة ثانية أقوى مِن أيّ وقت مضى. لقد بذل المشكّكون قصارى جهدهم ليدفعوا بالكنيسة المسيحية بعيداً، وقد توقّعوا أنّها ستختفي، ولكنّ الكنيسة ما تزال راسخة في الحقّ وتثبّت وجودها بقوّة أكثر مِن أيّ وقت مضى في هذا العصر العلماني العلمي.

جاءت أكبر التحدّيات التي واجهت الكنيسة بعد وقت قصير مِن اعتبار المسيحية الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية. لقد نمت الكنيسة وازدهرت ولكنّها أصبحت فاسدة في نهاية المطاف، حتى أنّها بدت ميتة روحياً في العصور المظلمة. ولكنْ، كان الربّ يخلّص دائماً مجموعة أساسية مِن المؤمنين الشجعان والمُخلصين حتى في أصعب الأوقات. كلمة الكنيسة تعني حرفيّاً ”المدعوّين“. إنّ الله يصنع مِن أولئك الذين دعاهم مِن العالم شعباً خاصّاً لذاته.

يقارن الرسول بولس علاقة السيّد المسيح بكنيسته بعلاقة الزوج بزوجته، تلك العلاقة المُحِبّة الحانية:

”لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ“ (أفسس ٥: ٢٣).

الكنيسة هي عائلة يؤسّس كلّ عضوّ فيها علاقات مع أعضاء آخرين مِن تلك العائلة ويُسهم في رفاهيّتهم وسعادتهم.

”فَلَسْتُمْ إِذًا بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ“ (أفسس ٢: ١٩).

يشبّه بولس أيضاً الكنيسة بالجسد الحيّ، حيث السيّد المسيح نفسه هو الرأس. 

”وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّمًا فِي كُلِّ شَيْءٍ“ (كولوسي ١: ١٨).

كيف يمكننا أن نصبح أعضاءً في جسد السيّد المسيح، أي في الكنيسة؟

”لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضًا اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ، يَهُودًا كُنَّا أَمْ يُونَانِيِّينَ، عَبِيدًا أَمْ أَحْرَارًا، وَجَمِيعُنَا سُقِينَا رُوحًا وَاحِدًا“ (١ كورنثوس ١٢: ١٣).

عندما ننال المعمودية، فنحن نشهد لإيماننا بيسوع ونصبح أعضاء في ”الجسد“، الذي هو الكنيسة.

لمتابعة الدرس إضغط هنا!

Copyright 2020 The Path for Arabia | All Rights Reserved

bottom of page