
خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مزمور ١١:١١٩
الإيمان بالله
٥. كيف يُخبرُنا السيّد المسيح عن الله؟
أيّ فرد مِن أفراد الأسرة يعطينا فكرة عَمَّن هو الله؟
”أَلَيْسَ أَبٌ وَاحِدٌ لِكُلِّنَا؟ أَلَيْسَ إِلهٌ وَاحِدٌ خَلَقَنَا؟“ (ملاخي ٢: ١٠).
يتحدّث الله في الكتاب المقدّس مراراً وتكراراً باعتباره أباً.
بعض صور الآباء التي نراها اليوم هي صُوَر غير مرغوب فيها. فهناك آباء مُهمِلون، آباء لا يؤدّون واجباتهم تجاه أسرهم، آباء مسيئون. ولكنّ الله يختلف كلّ الاختلاف: فهو أب عطوف رقيق القلب. كما أنّه أب يحبّ أنْ يُمضي وقته مع أبنائه ويلبّي احتياجاتهم ويحميهم ويرعاهم.
الله، أبونا المُحِبّ، أراد أنْ يقوم بأكثر مِن مجرّد أنْ يُعلن عن ذاته مِن خلال صفحات الكتاب المقدّس. يعلم الله أنّ الشخص الذي نعيش معه هو شخص حقيقيّ بالنسبة لنا أكثر مِن شخص نسمع عنه فقط أو نقرأ قصّته في كتاب. ولهذا، قرّر أنْ يدخل عالمنا هذا ويصير كواحد منّا.
كيف زار الله عالمنا؟
”فَإِنَّهُ فِيهِ [المسيح] يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا“ (كولوسي ٢: ٩).
لقد أتى الله إلى عالمنا هذا في شخص السيّد المسيح. أصبح مثلنا كي يعلّمنا كيف نعيش، وننعم بالسعادة في حياتنا، ولكي نتمكّن مِن معرفته كما هو حقّاً.

كانت فتاة صغيرة تجلس على الأرض تقوم بعملها بنشاط، وكان معها مجموعة مِن الأقلام وقطعة كبيرة مِن الورق. بينما كان والدها يقرأ صحيفته في مكان قريب. وبعد لحظة، نظر الأب إلى ابنته وسألها: ”ماذا ترسمين؟“
”أنا أرسم صورة الله“، أجابت ابنته.
فأضاف الأب: ”لكنْ، يا صغيرتي لا أحد يعرف كيف يبدو الله“.
”سوف يعرفون عندما أنهي عملي!“ أجابت الابنة بثقة.
لقد جاء السيّد المسيح إلى عالمنا ليبيّن لنا مَن هو الله، ”حَقًّا كَانَ هذَا الإِنْسَانُ [السيّد المسيح] ابْنَ اللهِ!“ (مرقس ١٥: ٣٩).
ومِن خلال السيّد المسيح أصبح الله قريباً مِن أفهامنا وأبصارنا. قال السيّد المسيح عن نفسه، ”اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ“ (يوحنا ١٤: ٩)، حتى أنّك عندما ترى السيّد المسيح، فأنتَ تكون قد رأيْت الله نفسه. فإذا كنْتَ تريد أنْ تعرف مَن هو الله، فما عليك إلّا أن تُلقي نظرة على السيّد المسيح في الكتاب المقدّس.
عندما تقرأ قصّة السيّد المسيح في الكتب الأربعة الأولى مِن الإنجيل، سوف تكتشف صورة رائعة عن أبينا السماوي. صيّادون خَشِنوّ الطباع مكتفون بما عندهم يتركون شباكهم ليتبعوه، وأطفالٌ صغارٌ تجمّعوا لينالوا بركته. فقد شفى الأمراض جميعها، وهدّأ العواصف الهوجاء بكلمة واحدة، وقدّم العزاء والراحة للخطاة. وفي جميع أفعاله أظهر السيّد المسيح أنّ الله محبّة! كما أنّه واجه احتياجات الإنسانية بطريقة لم يواجهها أحد غيره مِن قبل أو منذ حينه وحتى أيّامنا هذه!
على الصليب أظهر السيّد المسيح مَن هو الله، حيث مات هو بدلاً عنّا لكي لا نموت نحن إلى الأبد.
لمتابعة الدرس إضغط هنا!