top of page

خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ.    مزمور ١١:١١٩ 

الإيمان بالله

shutterstock_743276029.jpg

٣. الله يبني علاقات شخصية معنا

إنّ الإله الذي صمّم السماوات المرصّعة بالنجوم وخلق الكون، هو الإله نفسه الذي يريد بناء علاقة شخصية معنا. فقد كشف الله معرفة وجوده في عقل وقلب كلّ إنسان. إنّه ”... النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ“ (يوحنا ١: ٩).

يؤكّد الكتاب المقدّس أنّ خالقنا يسعى لأنْ تكون له علاقة شخصية معنا. فالنبي إبراهيم ”...دُعِيَ خَلِيلَ اللهِ“ (يعقوب ٢: ٢٣). والنبي موسى يُدعى كليم الله، ”وَيُكَلِّمُ الرَّبُّ مُوسَى وَجْهًا لِوَجْهٍ، كَمَا يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ“ (خروج ٣٣: ١١). إنّ الله يريد بناء علاقة شخصية معك! يقول السيّد المسيح عن أولئك الذين يؤمنون به: ”أنتم أحبّائي“ (يوحنا ١٥: ١٤).

 الإنسان ميّال بطبعه إلى التديّن بحيث يصعب عليه التخلّص مِن ميله هذا. ولقد لمس الإنسان دائماً تلك الحاجة إلى قدرة أعلى منه لكي يفهم العالَم مِن حوله. كلّ واحد منّا، سواء كان ملحداً أمْ مؤمناً، قد تصارع مع فكرة الإله. إنّ ما يميّزنا عن الحيوانات بأنّ لدينا

الخيال والعقل، والقدرة على الاختيار بين الصواب والخطأ. ولم يسبق لحيوان مِن قبل أنْ بنى هيكلاً للعبادة، ولكن حيثما وجدْت البشر، لقيتهم يتعبّدون. لأنّه في أعماق كلّ إنسان هناك رغبة في عبادة شيء أو شخص ما أكبر وأعظم مِن أنفسنا، وهذا ما نسميّه بالفطرة التي فطر الله مخلوقاته عليها.

لقد وضع الله داخل كلّ منّا الرغبة في الاتّصال به. وعندما نستمع إلى هذا الشوق في دواخلنا ونجد الله، لا يعود هناك أدنى شكّ حول وجوده وحاجتنا إليه.

إنّ المؤمن المسيحي يعتقد بالله لأنّه التقى به واكتشف أنّه يُشبِع النفس ويلبّي أعمق احتياجات القلب. إنّ الله لا يعدنا بحياة خالية مِن المتاعب والنزاعات، لكنّه يؤكّد لنا أنّه سيقودنا ويُعيلنا إذا كانت لنا علاقة شخصية معه. يشهد الملايين مِن المسيحيين أنّهم على استعداد للتخلّي عن كلّ شيء شريطة ألّا يعودوا إلى الحياة بعيداً عن الله. الله يعطينا وجهة نظر جديدة، معنىً جديداً، دوافعَ جديدة، وأغراضاً جديدة، وأفراحاً جديدة.

هذه أعظم معجزة على الإطلاق، معجزة أنّ الله سبحانه وتعالى، خالق الكون، ومدبّر المجرّات، هو الإله نفسه الذي يريد أنْ تكون له علاقة شخصية مع كلّ رجل وامرأة، ومع طفل وطفلة. لقد تعجّب داود النبي مِن هذا عندما كتب:

”إِذَا أَرَى سَمَاوَاتِكَ عَمَلَ أَصَابِعِكَ، الْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي كَوَّنْتَهَا، فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذكُرَهُ؟ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ؟“ (مزمور ٨: ٣، ٤).

لمتابعة الدرس إضغط هنا!

bottom of page