top of page

خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ.    مزمور ١١:١١٩ 

بَوّابة الحياة المسيحية

٤. لماذا المعمودية بالتغطيس؟

تشير كلّ الدلائل إلى أنّ السيّد المسيح قد اعتمد بالتغطيس. لم يُرَشَّ بالماء، ولم يُسْكب الماء على رأسه بتلك البساطة. واحد مِن الأسباب التي جعلت يوحنّا المعمدان يقوم بتعميد السيّد المسيح في نهر الأردن كان ”لأَنَّهُ كَانَ هُنَاكَ مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ“ (يوحنا ٣: ٢٣). عندما جاء السيّد المسيح إلى يوحنا للمعمودية، نزل إلى الماء، وهكذا ”فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ، وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ، فَرَأَى رُوحَ اللهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَيْهِ“ (متى ٣: ١٦).

عندما نفهم المعنى الحقيقي للمعمودية، يُصبِحُ مِن السّهل التعرّف على الطريقة الصحيحة لإجرائها. إنّ كلمة (اعتمد) تأتي مِن الكلمة اليونانية baptizo، والتي تعني: ”أنْ يُغمَس الشيء أو الشخص بالماء ويُغطّس به، أيْ يوضع أسفل الماء“.

يوضّح تاريخ الكنيسة الأولى أنّ المعمودية كانت تتمّ بالتغطيس. ولقد صرّح (العميد ستانلي)، وهو مِن الكتّاب الأوسع عِلماً في الكنيسة الأنجليكانية، أنّه ”في القرون الثلاثة عشر الأولى، كانت المعمودية تُمارَس في أصقاع المسكونة كافّة بالطريقة عينها التي وردت في العهد الجديد، وذلك هو المعنى الحقيقي للكلمة (baptize)، أي أنّ أولئك الذين أرادوا نيل المعمودية كان يتمّ إنزالهم، وغمرهم، وتغطيسهم  بالماء“ – كرستشن إنستتيوشنز، ص. ٢١.

ولم توافق الكنيسة الكاثوليكية على التعميد عن طريق الرش بالماء إلّا بعد أنْ انعقد مجلس (رافينا) في القرن الخامس عشر، حيث اعتبرت الكنيسة التعميد بالرشّ أسلوباً يضاهي التعميد بالتغطيس. ولكنْ فيما يتعلّق بممارسات الكنيسة، لا ينبغي علينا أنْ نتبع تعاليم الناس، ولكنْ علينا أنْ نحذو حذو السيّد المسيح وتلاميذه على قدر الإمكان (كولوسي ٢: ٨). قال السيّد المسيح:

”وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَني وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ“ (متى ١٥: ٩).

وماذا عن معمودية الأطفال الرضَّع؟ يعتزّ الكثيرون مِن المسيحيّين الأمناء بهذا التقليد، ألا وهو معمودية الأطفال. فقد أصبح مِن الطرق التي يُكرّسون بها أطفالهم للمسيح. مِن المؤكّد أنّ تكريس أطفالنا هو أمر جيّد، ولكنّ الغرض مِن المعمودية مختلف تماماً.

shutterstock_454469752.jpg

يوضّح الكتاب المقدّس أنّه ينبغي تعليم المُرشّح للمعمودية طريق الخلاص قبل إجراء المعمودية نفسها (متى ٢٤: ١٤؛ ٢٨: ١٩)، وأنّه يجب أنْ يؤمن بالسيّد المسيح قبل أنْ ينال المعمودية (أعمال الرسل ٨: ٣٦، ٣٧)، وأنّه يجب عليه أنْ يتوب عن المعاصي فينال المغفرة أيضاً (أعمال الرسل ٢: ٣٨). إنّ الطفل غير قادر على القيام بأيّ مِن هذه الأمور التي يجب أنْ تحدث قبل إجراء المعمودية.

”ولكنْ، ماذا لو مات طفلي دون أنْ يعتمد؟“، يسأل بعض الأهالي.

لا يعطينا الكتاب المقدّس معلومات مُحدّدة بشأن هذه المسألة. ولكنّنا نعرف أنّ الأطفال سيخلصون في ملكوت السماوات (إشعياء ١١: ٦). ويمكننا بالتأكيد أنْ نثق في خلاص أطفالنا بفضل عمل السيّد المسيح الذي قال:

”دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ“ (متى ١٩: ١٤).

لمتابعة الدرس إضغط هنا!

Copyright 2020 The Path for Arabia | All Rights Reserved

bottom of page