top of page

خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ.    مزمور ١١:١١٩ 

بَوّابة الحياة المسيحية

٢. لماذا يجب أنْ أعتمد؟

إنّ خلاصنا قائم على ثلاثة أمور كبيرة قام بها السيّد المسيح لأجلنا:

”فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ“ (١ كورنثوس ١٥: ٣، ٤).

لقد أصبح الخلاص ممكناً بفضل موت السيّد المسيح ودفنه وقيامته. إنّه قد مات مِن أجل خطايانا، ودُفِن، ثمّ قام مِن القبر ليعطينا حياة بارّة وجديدة.

”أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ، فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ “ (رومية ٦: ٣، ٤).

ونحن عندما ننال المعمودية، كأنّنا نعلن بشكل رمزيّ موتنا عن الخطية تماماً كما مات السيّد المسيح مِن أجل خطايانا، وأنّنا قد دفنّا ذنوبنا ومعاصينا الماضية كما دُفِنَ هو في القبر. ونحن نقوم ”في جِدّة الحياة“، أي لحياة جديدة، مثلما قام هو مِن بين الأموات ليكون مُخلّصنا إلى الأبد. وبعبارة أخرى، فالمعمودية تعني أنّنا نُقِرّ بتلك الأفعال الصالحة التي قام بها السيّد المسيح لأجلنا.

فموت المسيح وقيامته يصبحان موتنا وقيامتنا نحن. وهذا هو السبب في أنّنا في المعمودية ننزل تحت الماء، أيْ يتمّ تغطيسنا بالماء تماماً، كما هي حال الميت الذي يتمّ إنزاله إلى القبر وتغطيته بالتراب. وهذا يدلّ على أنّنا قد متنا مع المسيح، وقد دَفنّا حياتنا القديمة الخاطئة.

ثمّ يقوم الشخص الذي يعمّدنا برفعنا مِن تحت الماء بالكامل تماماً كما هي الحال مع الميت الذي يُقام مِن القبر. وهذا يعني أنّنا نصبح خليقة جديدة، وننال بالتمام عطيّة الحياة الجديدة التي أعدّها الله لنا. إنّ المعمودية بالتغطيس في الماء ــ دون غيرها مِن أشكال المعمودية ــ يمكنها أنْ توضّح بدقّة المعنى الحقيقيّ للمعمودية: الموت والدفن والولادة الجديدة. إنّ (المعمودية بِالرشّ)، أيْ بِرَشّ الماء، لا ترمز إلى الولادة الجديدة بشكل ملائم.

shutterstock_246062308.jpg

ماذا يعني حقّاً أنْ نموت مع المسيح؟

”عَالِمِينَ هذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ، كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضًا لِلْخَطِيَّةِ“ (رومية ٦: ٦).

المعمودية هي تعبير ظاهريّ يمثّل التغيير الباطني الذي ينبغي أنْ يجري في نفس الإنسان، وهذا التغيير يتمثّل في تسليم كلّ شيء للسيّد المسيح. إذا حاولتَ أنْ تخبّئ أيّ شيء عن الله، فأنت ما تزال ”عبداً للخطيّة“ بطريقة ما أو بأخرى. سيكون مِن الجيّد ــ وأنت تستعدّ للمعمودية ــ أنْ تقوم بعملية جرد شخصيّ لنفسك وأنْ تطلب مِن الله العون لكي تتمكّن مِن تغيير أيّ شيء يريدك أنْ تقوم بتغييره. إنّ عملية التجدّد لا تحدث بين ليلة وضحاها، لذا عليك أنْ تكون على استعداد لوضع نفسك تماماً في يد الله. كلّما اندمجْتَ مع قوّة موت السيّد المسيح وقيامته، سوف ترى كيف أنّ المزيد والمزيد مِن صفاته الرائعة ستحلّ محلّ عاداتك القديمة. وهذا ما يُطلق عليه الرسول بولس أنْ تكون ”في المسيح“.

”إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا“ (٢ كورنثوس ٥: ١٧).

المعمودية هي الخطوة الرسمية الأولى في هذه العملية. ومِن خلالها تعبّر عن رغبتك في أنْ تحيا حياة جديدة وأفضل ”في المسيح“، إذْ أنت تخرج مِن الماء ”خليقةً جديدةً“، والسيّد المسيح يمنحك القوّة لتحيا حياة مِن نوع جديد.

”إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ. لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ“ (رومية ٨: ١، ٢).

لمتابعة الدرس إضغط هنا!

Copyright 2020 The Path for Arabia | All Rights Reserved

bottom of page