خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مزمور ١١:١١٩
سِرّ الراحة السماويّة
٣) يوفّر السبت مناسبات للقيام بأعمال الرحمة التي تعبّر عن اهتمامنا بالآخرين وباحتياجاتهم. فخلال الأسبوع عادة ما نكون مشغولين جدّاً فيتعذّر علينا زيارة جار مريض أو الإصغاء إلى صديق في مشكلة. لكنّ ساعات السبت مثالية لأعمال مدروسة مِن اللطف والاهتمام بغيرنا، كما قال السيّد المسيح: ”إِذًا يَحِلُّ فِعْلُ الْخَيْرِ فِي السُّبُوتِ!“ (متى ١٢: ١٢).
٤) السبت هو يوم لتقوية الروابط الأسريّة. (دان) و (سو) يحبّان بعضهما جدّاً. لكنْ في الآونة الأخيرة، يبدو أنّ شيئاً ما مفقود في زواجهما. وفي صباح يوم مِن الأيام، توصّل (دان) إلى أنّ المشكلة كانت مُجرّد المشغوليات الكثيرة، فهما لا يقضيان وقتاً كافياً معاً. ذلك المساء أعدّت (سو) مجموعة مِن الشهادات تقول إحداها: ”هذه شهادة جيّدة تعبّر عن اهتمامي الكامل لمدّة ساعتين في مساء أيّ يوم مِن أيّام الأسبوع“. كانت الفكرة بسيطة، ولكنّها تمكّنت بواسطتها مِن إذكاء شرارة العلاقة مرّة أخرى بينهما. السبت هو أفضل حتى مِن شهادة لمدّة ساعتين مِن الاهتمام الكامل!
عندما أمر السيّد المسيح قائلاً: ”وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابعُ فَفِيهِ سَبْتٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. لاَ تَصْنَعْ عَمَلاً مَا أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَبَهِيمَتُكَ وَنَزِيلُكَ الَّذِي دَاخِلَ أَبْوَابِكَ“ (خروج ٢٠: ١٠)، فإنّه بذلك قد قدّم أفضل وصفة للآباء المدمنين على العمل والأمّهات الواقعات تحت الضغوط. السبت هو بمثابة علامة ”توقّف!“ عملاقة لتراها جميع العائلات. توقّفوا عن الاندفاع وتجاوز بعضكم الآخر. توقّفوا عن السماح للأمور المُلِحّة بمزاحمة الأمور الأكثر أهمّيّة. السبت هو ذلك اليوم الذي يمكن أنْ تحلّ فيه الصلاة محلّ الضغط، والضحك محلّ العمل، والتأمّل الهادئ محلّ الجداول الزمنية المشغولة. إنّ راحة يوم السبت تُعطي وقتاً للأسرة بأكملها لكي تتّصل بالمسيح، ويتّصل أفرادها بعضهم بالبعض الآخر.
٥) السبت هو الوقت الذي يكون فيه المسيح قريباً بشكل خاصّ. كلّ علاقة تحتاج إلى وقت خاصّ ومميّز، وعلاقتنا مع المسيح لا تخرج على هذه القاعدة. إنّ تخصيص يوم كامل للمسيح كلّ أسبوع هو وسيلة رائعة للحفاظ على صداقتنا معه فتبقى جديدة ومُثيرة. السبت يمنحك وقتاً إضافياً لدراسة الكتاب المقدّس والصلاة ولتكون وحدك مع المسيح تصغي إليه في مكان هادئ. السبت هو اليوم الذي أفرزه السيّد المسيح في أسبوع الخليقة الأوّل ليتواصل معك بطريقة مميّزة.
السبت هو تماماً ما تحتاج إليه في حياتك المليئة بالضغوط: التوقّف التامّ عن كلّ شيء آخر. إنّه يوم لعبادة الله، والتواصل مع الخليقة مرّة أخرى، والتركيز على العلاقات بدلاً مِن الأشياء.
لمتابعة الدرس إضغط هنا!