
خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مزمور ١١:١١٩
سِرّ الراحة السماويّة
٤. فوائد الراحة في السبت
يقدّم الله لأولئك الذين يستمتعون بيوم السبت وعداً عظيماً:
”إِنْ رَدَدْتَ عَنِ السَّبْتِ رِجْلَكَ، عَنْ عَمَلِ مَسَرَّتِكَ يَوْمَ قُدْسِي، وَدَعَوْتَ السَّبْتَ لَذَّةً، وَمُقَدَّسَ الرَّبِّ مُكَرَّمًا، وَأَكْرَمْتَهُ عَنْ عَمَلِ طُرُقِكَ وَعَنْ إِيجَادِ مَسَرَّتِكَ وَالتَّكَلُّمِ بِكَلاَمِكَ، فَإِنَّكَ حِينَئِذٍ تَتَلَذَّذُ بِالرَّبِّ، وَأُرَكِّبُكَ عَلَى مُرْتَفَعَاتِ الأَرْضِ، وَأُطْعِمُكَ مِيرَاثَ يَعْقُوبَ أَبِيكَ، لأَنَّ فَمَ الرَّبِّ تَكَلَّمَ“ (إشعياء ٥٨: ١٣، ١٤).

هنا نرى أنّ السبت هو مدخل نستطيع مِن خلاله تجربة أفضل الأشياء في الحياة. لقد أرهق الناس أنفسهم هذه الأيّام في الاندفاع إلى ”الحصول على كلّ شيء“، فالأفراد مُجهَدون والأسَر تتهاوى تحت وطأة الضغوط. ولكنّ الله يقدّم لنا يوماً مقدّساً للراحة كلّ أسبوع. دعونا نلقي نظرة على بعض الفوائد المحدّدة مِن الراحة يوم السبت.
١) السبت هو تذكار للخلق؛ وكأنّنا بتقديسه نبني نُصُباً تذكارياً يذكّرنا بعمل خالقنا. ففي ساعات السبت المقدّسة تتوفّر لنا فرصة رائعة لكي نقوم بالاتّصال مع جذورنا في عالم خلقه الله. متى كانت آخر مرّة قضيت فيها أنت أو أسرتك وقتاً للتمتّع حقّاً في الجمال الهادئ الذي تجده في طريق غابة أو عند جدول ماء؟ السبت يوفّر لك الوقت للتمتّع بلمحات مِن خليقة الله مرّة أخرى في عجائب هذا العالم الذي خُلِق مِن أجلك.
٢) في السبت نختبر فرح العبادة والشرِكة مع مسيحيين آخرين. السبت يلفت أنظارنا إلى السماء. نحن جميعاً بحاجة ماسّة إلى هذا التعديل الأسبوعي لمنظورنا المُعتاد. هناك فائدة تأتينا عندما نقوم بتسبيح الله مع الآخرين كمجموعة مِن المُصلّين، وهذه الفائدة ببساطة لا تأتي بأيّة طريقة أخرى. فالسبت يوفّر لنا فرصة الاجتماع معاً ككنيسة لإعادة شحن (البطاريات الروحية). في سِفر إشعياء يشير الله إلى فرح العبادة يوم السبت:
”طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَعْمَلُ هذَا، وَلابْنِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَتَمَسَّكُ بِهِ، الْحَافِظِ السَّبْتَ لِئَلاَّ يُنَجِّسَهُ، وَالْحَافِظِ يَدَهُ مِنْ كُلِّ عَمَلِ شَرّ... وَأَبْنَاءُ الْغَرِيبِ الَّذِينَ يَقْتَرِنُونَ بِالرَّبِّ لِيَخْدِمُوهُ وَلِيُحِبُّوا اسْمَ الرَّبِّ لِيَكُونُوا لَهُ عَبِيدًا، كُلُّ الَّذِينَ يَحْفَظُونَ السَّبْتَ لِئَلاَّ يُنَجِّسُوهُ، وَيَتَمَسَّكُونَ بِعَهْدِي، آتِي بِهِمْ إِلَى جَبَلِ قُدْسِي، وَأُفَرِّحُهُمْ فِي بَيْتِ صَلاَتِي، وَتَكُونُ مُحْرَقَاتُهُمْ وَذَبَائِحُهُمْ مَقْبُولَةً عَلَى مَذْبَحِي، لأَنَّ بَيْتِي بَيْتَ الصَّلاَةِ يُدْعَى لِكُلِّ الشُّعُوبِ“ (إشعياء ٥٦: ٢، ٦، ٧).
لمتابعة الدرس إضغط هنا!