
خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مزمور ١١:١١٩
سِرّ السعادة
٤. دليل الحياة السعيدة
أشار السيّد المسيح إلى الطاعة باعتبارها الطريق إلى الفرح الحقيقي:
”إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي، كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ. كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ“
(يوحنا ١٥: ١٠، ١١).
إنّ الطريق إلى السعادة مُمهّد بالطاعة بكلّ محبّة لوصايا الله، لأنّها مبادئ الله الأساسية للحياة السعيدة. يعرض الكتاب المقدّس الوصايا العشر باعتبارها دليل الحياة الكامل، الدليل غير القابل للتغيير، الذي لا غنى عنه للحياة السعيدة. وقد أعلن الله على لسان النبيّ إشعياء:
”لَيْتَكَ أَصْغَيْتَ لِوَصَايَايَ، فَكَانَ كَنَهْرٍ سَلاَمُكَ وَبِرُّكَ كَلُجَجِ الْبَحْرِ“ (إشعياء ٤٨: ١٨).
٥. الوصايا العشر هي الدليل الذي لا يمكن الاستغناء عنه في العهد القديم

يُعَدّ سفر (كتاب) الجامعة مِن العهد القديم بمثابة تقرير يلخّص رحلة البحث عن السعادة التي قام بها الملك سليمان. وفي ذلك الكتاب يسجّل سليمان بحثه عن السعادة في ثروات العالم، فهو بنى بيوتاً رائعة وزرع كروماً مُثمرة وحدائق جميلة وبساتين فاكهة فاتنة. وقد ضاعف عدد الخدم، ووجد نفسه مُحاطاً بكلّ شيء مادّي يمكن لأيّ كان أنْ يتمنّاه. ولكنْ، في النهاية انفجرَت فقاعته، فقال:
”ثُمَّ الْتَفَتُّ أَنَا إِلَى كُلِّ أَعْمَالِي الَّتِي عَمِلَتْهَا يَدَايَ، وَإِلَى التَّعَبِ الَّذِي تَعِبْتُهُ فِي عَمَلِهِ، فَإِذَا الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ، وَلاَ مَنْفَعَةَ تَحْتَ الشَّمْسِ“ (الجامعة ٢: ١١).
كان سليمان قد عرف طريق الربّ وتبعه. وفي نهاية المطاف، نجد أنّه يقارن حياة الطاعة لله في البداية مع ما تلاها مِن السعي المتهوّر المُخطِئ نحو السعادة، فتوصّل إلى المفهوم التالي:
”فَلْنَسْمَعْ خِتَامَ الأَمْرِ كُلِّهِ: اتَّقِ اللهَ وَاحْفَظْ وَصَايَاهُ، لأَنَّ هذَا هُوَ الإِنْسَانُ كُلُّهُ“ (الجامعة ١٢: ١٣).
لقد حاولَ سليمان العثور على طريق مُختصر إلى السعادة في ملذّات الخطيئة. وفي نهاية حياته، اعترف بخطئه ودوّن تجربته على أمل أنْ يتمكّن مِن إنقاذ الآخرين مِن الوقوع في الخطأ عينه، فكتب:
”أَمَّا حَافِظُ الشَّرِيعَةِ فَطُوبَاهُ“ (أمثال ٢٩: ١٨).
لمتابعة الدرس إضغط هنا!