خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مزمور ١١:١١٩
سِرّ الصلاة المُستجابة
٣. الصلاة الفرديّة
لدى معظمنا بعض الأمور التي نتردّد في مشاركتها حتى مع أقرب أصدقائنا، أمور نواصل إخفاءها بعيداً في زاوية ما في عقولنا. ولكنْ، يمكننا أنْ نُزيل ذلك العبء عنّا تماماً في صلاة فرديه خاصّة مع الله. يمكننا أنْ نقول لله أيّ شيء وكلّ شيء، ليس لأنّه يحتاج إلى معلومات؛ فالله القدير يعلم مخاوفنا السرّية ودوافعنا الخفيّة أفضل ممّا نفعل نحن أنفسنا. ولكنّنا نحتاج لأنْ نفتح قلوبنا إليه، ونفهم أنّه يعرفنا معرفة وثيقة ويحبّنا بلا حدود. يمكن للشفاء أنْ يبدأ فقط عندما يلمس السيّد المسيح جِراح نفوسنا. علينا أنْ نعترف بمشكلاتنا ونتعرّف على احتياجاتنا. لا يمكن أنْ يتحقّق النموّ إلّا عندما يصل السيّد المسيح إلى أعظم نقاط ضعفنا.
عندما نصلّي، سنجد السيّد المسيح، رئيس كهنتنا الأعظم، بقربنا لمساعدتنا في كلّ أوقات حاجتنا:
”لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ. فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ“ (عبرانيين ٤: ١٥، ١٦).
هل تشعر بالقلق، بالضغوط الخارجية، بالذنب؟ ضعها كلّها أمام الربّ. الصلاة تضعك ضمن دائرة رحمة المسيح ونعمته، وبذلك يستطيع أنْ يزوّدك بكلّ احتياجاتك.
هل يجب أنْ يكون لديك مكان خاصّ للصلاة الفردية الخاصة؟
”وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً “ (متى ٦: ٦).
على الرغم مِن أنّه يمكنك أنْ تصلي في أيّ وقت، وفي أيّ مكان، فأنت بحاجة لأنْ تخصّص وقتاً كلّ يوم للصلاة الفردية. كان دانيال ــ رجل الصلاة الجبّار ــ يُصلّى ثلاث مرّات في اليوم: صباحاً وظهراً وليلاً (دانيال ٦: ١٠). لدى معظم المسيحيّين الذين ينمون بالإيمان وقت محدّد يقضونه مع الله في دراسة الكتاب المقدّس والصلاة. اجعل موعدك اليومي مع الله حين تشعر أنّك في حالة أكثر تأهّباً وبأفضل تركيز
٤. صلاة الجماعة
إنّ الاشتراك مع الآخرين في الصلاة يخلق رابطة خاصّة وقنوات لإيصال قوّة الله بطريقة مميّزة. يقول السيّد المسيح:
”لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ“
(متى ١٨: ٢٠).
تذكّر أنّ تلاوة الصلاة الربانية تستغرق أقلّ مِن دقيقة، بمعنى أنّ صلاة الجماعة ينبغي أنْ تكون وجيزة. فلا تحوّلها إلى خطب مطوّلة بحيث تبدو أنّك توجّه خطاباً لجمهور فعلاً وليس صلاة ترفعها إلى الله. ولا تعتقد بأنّه عليك أنْ تتكلّم بلهجة غير عفوية أو بنغمة مسرحية. إنّ التواضع وبساطة القداسة أفضل الطرق للاقتراب مِن ربّ الأرباب.
مِن أهمّ ما يمكنك أنْ تفعله أنت وأسرتك ممارسة حياة الصلاة معاً كأسرة واحدة. دعْ أطفالك يرون أنّه بإمكانهم أنْ يطلبوا ما يحتاجون إليه مِن الله بشكل مباشر. سيشعرون بالحماس عندما يرون الله يستجيب لصلواتهم في تفاصيل حياتهم العملية. اجعل الأسرة تتعبّد في وقت يغمره السعادة والاسترخاء المشترك.
لمتابعة الدرس إضغط هنا!