top of page

خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ.    مزمور ١١:١١٩ 

مِن خاطئ مُذنِب إلى قدّيس نال الغفران

٥. تبرئة القدس السماويّ ــ الدينونة

قال الملاك لدانيال أنّه في عام ١٨٤٤، في نهاية الـ ٢٣٠٠ سنة، سوف ”...يَتَبَرَّأُ الْقُدْسُ“ (دانيال ٨: ١٤). ولكن ماذا يعني ذلك؟

لم يعد هناك أي مَعبَد (مكان محدّد للعبادة) لشعب الله على وجه الأرض منذ السنة الـ ٧٠ بعد الميلاد حين دمّر الرومان الهيكل في القدس. وحيث أنّ الهيكل الأرضي ما هو إلّا نسخة طبق الأصل عن هيكل السماء (عبرانيين ٨: ١ – ٥)، إذاً نرى أنّ المَقْدس الذي سيُبْرَأ، ابتداءً مِن عام ١٨٤٤، هو المَقْدِس الذي في السماء. 

ولكن، ماذا تعني تبرئة القدس السماوي؟ في العهد القديم، كان يتمّ تبرئة القدس الأرضي في يوم الغفران مرّة كلّ عام.

كان دم الذبائح يُرَشُّ على المذبح في الهيكل الأرضي، حيث كان يعترف الخطاة التائبون بخطاياهم يوماً بعد يوم (لاويين ٤ و٦). وهكذا، على مدار العام، كانت الخطايا المُعترَف بها تنتقل رمزيّاً إلى القدس.

shutterstock_144640568.jpg

ومرّة واحدة في كلّ سنة، في يوم الغفران (عيد الكفّارة)، كان رئيس الكهنة يقوم بتبرئة القدس مِن جميع الذنوب التي تمّ الاعتراف بها خلال السنة. في البداية، كان يقدّم ذبيحة ماعز خاصّة مُكرّسة، ويحمل دمها إلى قدس الأقداس (لاويين ١٦). وهناك، كان يرشّ الدمّ أمام تابوت العهد الذي يحوي الوصايا العشر. ويتّضح مِن ذلك أنّ دم السيّد المسيح الفادي الآتي مِن شأنه أنْ يدفع عقوبة الخطيئة. وبعد ذلك، كان رئيس الكهنة يقوم، وبشكل رمزي، بإزالة الخطايا المُعترف بها مِن القدس ووضعها على رأس ماعز آخر كان يُقتاد إلى البرّيّة ليموت (لاويين ١٦: ٢٠ – ٢٢).

وكان هذا الاحتفال في يوم الغفران السنوي يُبرّئ (يُطهّر) القدس مِن الخطيئة، وكان الشعب يعتبره بمثابة يوم الدينونة، لأنّ الذين كانوا يرفضون أنْ يعترفوا بخطاياهمويطلبوا العفو الإلهي في ذلك اليوم كان يتمّ اعتبارهم آثمين ويتمّ (قطعهم) مِن شعب الله (لاويين ٢٣: ٢٩).

إنّ ما كان رئيس الكهنة يفعله رمزيّاً مرّة واحدة كلّ سنة، فعله السيّد المسيح بشكل فعليّ مرّة واحدة بوصفه رئيس الكهنة (عبرانيين ٩: ٦ – ١٢). في يوم الدينونة العظيم سيزيل السيّد المسيح مِن القدس السماوي الخطايا التي اعترف بها جميع الذين قبلوا به مخلّصاً لهم. وإذا اعترفنا بخطايانا، فهو سيمحو وصمة العار مِن سجل خطايانا إلى الأبد. هذا هو عمل الدينونة الذي بدأ في عام ١٨٤٤.

لمتابعة الدرس إضغط هنا!

Copyright 2020 The Path for Arabia | All Rights Reserved

bottom of page