top of page

خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ.    مزمور ١١:١١٩ 

المخلّص حاضرٌ دائماً

٣. المَقْدِس يكشف عن خدمة السيّد المسيح لنا 

بما أنّ خيمة الاجتماع في العهد القديم بُنِيَت على مِثال الهيكل السماوي، فهي تعكس بالتالي المَقدِس السماوي حيث يخدم السيّد المسيح الآن. ونجد في خروج ٢٥ – ٤٠ وصفاً للخدمات والطقوس الخاصّة بخيمة الاجتماع في البرّيّة بقدر كبير مِن التفصيل. وهناك مُلَخّص لأثاث المَقدِس في سفر الخروج (٤٠: ١ – ٨).

كان لخيمة الاجتماع غرفتان: القدْس وقدس الأقداس. وكان يحيط بها ساحة أو ما أطلق عليها (الدار الخارجية)، حيث بُني فيها مذبح النحاس الذي كان الكهنة يُقدّمون عليه الذبائح. وهذه الذبائح كانت ترمز إلى السيّد المسيح، الذي هو”حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ“ (يوحنا ١: ٢٩).

عندما كان الخاطئ التائب يأتي إلى المذبح حاملاً ذبيحته ومعترفاً بخطاياه، كان ينال المغفرة. وبنفس الأسلوب، فالخاطِئ اليوم يحصل على الغفران بدمّ السيّد المسيح، حَمَل الله (١ يوحنا ١: ٩).

shutterstock_523347790.jpg

وكان في الحجرة الأولى (القُدس) المنارة ذات الشهب السبعة والتي كانت تُضاء باستمرار، وهي تمثّل السيّد المسيح الذي هو ”نور العالم“ الذي لا ينطفئ (يوحنا ٨ : ١٢).وكانت مائدة خبز الوجوه ترمز إلى السيّد المسيح بوصفه ”خبر الحياة“ الذي يُشبع جوعنا الروحيّ والجسديّ (يوحنا ٦: ٣٥). ومذبح البخور الذهبيّ كان رمزاً لخدمة الصلاة التي يقدّمها السيّد المسيح مِن أجلنا في محضر الله (رؤيا ٨: ٣، ٤).

وكانت الغرفة الثانية، وهي قدس الأقداس، وتحتوي على غطاء مِن ذهب، بالإضافة إلى (تابوت العهد)، والذي يرمز إلى عرش الله. والغطاء كان يُسمّى (كرسيّ الرحمة)، والذي يمثل شفاعة السيّد المسيح نيابة عن الخطاة المتعدّين على شريعة الله الأخلاقية. ولوحا الحجر اللذان أعطى الله مِن خلالهما الوصايا العشر فقد وَضِعا في تابوت العهد تحت كرسيّ الرحمة. وكان يشرق على كرسيّ الرحمة نور مجيد ممثّلاً حضور الله ذاته.

وبين القدس وقدس الأقداس كان هناك حجابٌ فاصلٌ، بحيث لم يتمكّن الكهنة الذين كانوا يدخلون إلى القدس مِن رؤية قدس الأقداس الذي كان بداخله تابوت العهد، وهو الرمز الذي يشير إلى عرش الله.

ماذا حدث لذلك الحجاب الفاصل عندما مات يسوع على الصليب؟

”وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ، مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ“ (متى ٢٧: ٥١).

أصبح قدس الأقداس مكشوفاً للعيان عندما مات السيّد المسيح. ولم يعد بإمكان أيّ حجاب أنْ يفصل الله القدّوس عن المؤمن الأمين. السيّد المسيح مخلّصنا وكاهننا الأعظم، هو نفسه الدليل الذي يوصلنا إلى محضر الله.

”فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ، طَرِيقًا كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثًا حَيًّا، بِالْحِجَابِ، أَيْ جَسَدِهِ، وَكَاهِنٌ عَظِيمٌ عَلَى بَيْتِ اللهِ، لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِق فِي يَقِينِ الإِيمَانِ، مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ، وَمُغْتَسِلَةً أَجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ“ (عبرانيين ١٠: ١٩ – ٢٢).

يمكننا المثول في محضر العرش السماوي لأنّ السيّد المسيح هو رئيس كهنتنا الأعظم القائم عن يمين الله في المقدّس السماوي (عبرانيين ٨: ١، ٢). وهو هناك ليس ليحمينا مِن الآب، ولكنْ ليمكّننا مِن المثول في محضر الله وإلى قلب الآب المُحِبّ. إذاً ”لِنَتَقَدَّمْ“، لماذا؟ لأنّ الله يُرحّب بنا! كما قال يسوع: ”فِي ذلِكَ الْيَوْمِ تَطْلُبُونَ بِاسْمِي. وَلَسْتُ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي أَنَا أَسْأَلُ الآبَ مِنْ أَجْلِكُمْ، لأَنَّ الآبَ نَفْسَهُ يُحِبُّكُمْ، لأَنَّكُمْ قَدْ أَحْبَبْتُمُونِي، وَآمَنْتُمْ أَنِّي مِنْ عِنْدِ اللهِ خَرَجْتُ“

(يوحنا ١٦: ٢٦، ٢٧).

لمتابعة الدرس إضغط هنا!

Copyright 2020 The Path for Arabia | All Rights Reserved

bottom of page