
خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مزمور ١١:١١٩
المخلّص حاضرٌ دائماً
١. كيف نصل إلى السيّد المسيح مِن دون قيود؟
ما هي الدعوة المذهلة والشاملة التي يقدّمها السيّد المسيح إلى جميع المُتعَبين؟
”تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ“ (متى ١١: ٢٨).
”كُلُّ مَا يُعْطِينِي الآبُ فَإِلَيَّ يُقْبِلُ، وَمَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا“ (يوحنا ٦: ٣٧).
إنّ دعوة السيّد المسيح هذه موجّهة إلى الجميع! وهو لا يحابي في هذا الأمر. كلّ واحد مِنّا، أكانَ غنيًّا أمْ فقيراً، جميلاً أم قبيحاً، قويّاً اجتماعيّاً أم مجرّد واحد مِن عامّة الناس، كلّنا مُهمّون بالنسبة إليه.
يريد السيّد المسيح أنْ تكون له علاقة شخصية معك! يمكنك أنْ تأتي إليه في أيّ وقت، وفي أيّ مكان، لأيّ سبب مِن الأسباب، عالماً بأنّه سيصغي إليك، فهو دائماً معك.

قال السيّد المسيح لتلاميذه قبل مغادرته الأرض وعودته إلى السماء:
”فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ... وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ“ (متى ٢٨: ١٨، ٢٠).
هذا الوعد هو لك اليوم تماماً كما كان للتلاميذ في ذلك الحين. ولكنْ، قد يقول أحدهم، ”السيّد المسيح في السماء الآن. فكيف يمكنه أنْ يكون معنا دائماً؟ ماذا يفعل في السماء؟ وكيف يمكن أنْ يبقى على اتّصال دائم معنا هنا على الأرض؟“
”فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَارِ. لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ. فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ“ (عبرانيين ٤: ١٤ – ١٦).
السيّد المسيح هو مُمثّلنا الشخصي في السماء. وباعتباره كاهننا الأعظم، فهو بإمكانه أنْ يقودنا إلى محضر الله كلّما كنّا في حاجة إلى ذلك. السيّد المسيح كان ”مُجَرَّباً في كُلِّ شِيْءٍ مِثْلَنا“ ويمكنه ”أنْ يَرْثي لِضَعَفاتِنا“. كما يمكنه أنْ يمنحنا ”عَوْناً فِيْ حِيْنه“، فلا عجب أنّ الكتاب المقدّس يحثّنا على أنْ ”...نَتَقَدّم بِثِقة إلى عرْشِ النعمة“.
كيف قامت حياة السيّد المسيح على الأرض بإعداده ليكون كاهننا ومخلّصنا في السماء؟
”مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيمًا، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِينًا فِي مَا للهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ. لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ“ (عبرانيين ٢: ١٧، ١٨).
يدعونا السيّد المسيح إخوة وأخوات. فهو قد جُرِّب مثلنا. والآن كونه رئيس كهنتنا الأعظم عن يمين الله الآب، فهو يعلم ما نمرّ به. ولكنْ، والأهمّ مِن هذا كله، فالسيّد المسيح مؤهّل ليكون كاهننا الأعظم فهو حَمَل الله الذي مات مِن أجل خطايانا.
”هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!“ (يوحنا ١: ٢٩).
”وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا“ (إشعياء ٥٣: ٥).
لقد أخذ السيّد المسيح على نفسه مسؤولية خطايانا، ومات بالنيابة عنّا. هذا هو الإنجيل، الخبر السارّ، لجميع البشر في كلّ مكان وفي كلّ زمان.
لمتابعة الدرس إضغط هنا!