
خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مزمور ١١:١١٩
قوّة غامضة في حياتي
٣. أنشطة الروح القدس
١) تغيير قلب الإنسان. في حديث السيّد المسيح مع نيقوديموس، أكّد على دور الروح القدس في تغيير قلب الإنسان:
”أَجَابَ يَسُوعُ: الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ“ (يوحنا ٣: ٥).
في الماضي كان روح الله يرفّ على المياه عند خلق العالم، ولكنّه يتحرّك الآن داخلنا ليُشكّل حياتنا مِن جديد. الولادة مِن الروح معناها أنّ الروح يُعطيك بداية جديدة تماماً. إنّها أكثر مِن مُجرّد مسألة تعديل سلوك. الروح يغيّرنا مِن الداخل إلى الخارج، متمّماً الوعد: ”أنا أعْطيكُمْ قَلْباً جَدِيْداً“ (حزقيال ٣٦: ٢٦).
٢) يجعلنا نُدرك أخطاءنا ويعطينا الرغبة في القداسة. ما الذي يُمكّن الناس مِن الاعتراف بخطاياهم وتحمّل مسؤوليّاتهم؟
”وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ“ (يوحنا ١٦: ٨).
لولا قُوّة الروح المُبكّتة، لكان مِن السهل أنْ ننجرف هائمين لا نعرف إلى أين نتّجه، غافلين عن العواقب المدمّرة لسلوكنا. ولكنّ الروح يجعلنا ندرك بعمق أكثر المعنى الحقّ للحياة الجيّدة التي أعدّها الله لأبنائه. إنّ كلّ خطوة نخطوها نحو الكمال تأتي نتيجة تأثير الروح القدس.

٣) يقودنا في حياتنا المسيحية. أحياناً يقوم الروح القدس بأهمّ تحرّكاته مِن خلال همسات هادئة:
”وَأُذُنَاكَ تَسْمَعَانِ كَلِمَةً خَلْفَكَ قَائِلَةً: «هذِهِ هِيَ الطَّرِيقُ. اسْلُكُوا فِيهَا». حِينَمَا تَمِيلُونَ إِلَى الْيَمِينِ وَحِينَمَا تَمِيلُونَ إِلَى الْيَسَارِ“ (إشعياء ٣٠: ٢١).
الله يتحدّث إلينا مباشرة مِن خلال (صوت الروح المنخفض الخفيف) كما نقرأ في (١ ملوك ١٩: ١٢)، ويضعنا مرّة أخرى على الطريق الصحيح عندما نقوم بالتفاف خاطئ، فيوجّه أنظارنا مرّة أخرى إلى الهدف النهائي. لقد وعد السيّد المسيح تلاميذه، قائلاً:
”وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ“ (يوحنا ١٦: ١٣).
إنّ الروح يستطيع أنْ يُوصِلَ إلينا أعمق أسرار الكون. والروح نفسه الذي أرشد تلاميذ السيّد المسيح ”إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ“ هو الروح الذي يفتح أعيننا لنبصر الأمور الروحية التي قد نتجاهلها بسهولة.
اليوم، وعبر تقنية البثّ بالأقمار الصناعية، تأتي صور الناس ووجوههم مِن قارّات بعيدة ومِن مختلف أنحاء العالم لتستقرّ في غرف نومنا. وهكذا أيضاً فإنّ الروح القدس يقوم بعمل الأقمار الصناعية التي تبثّ مِن السماء، فهو يجلب معه حضور المسيح مِن السماء إلى الأرض، ويجعله أكثر قرباً منّا عندما نكون بأمسّ الحاجة إليه. ولهذا وعدنا السيّد المسيح، قائلاً: ”رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ. لاَ أَتْرُكُكُمْ يَتَامَى. إِنِّي آتِي إِلَيْكُمْ“ (يوحنا ١٤: ١٧، ١٨).
لمتابعة الدرس إضغط هنا!