
خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مزمور ١١:١١٩
أهو قريبٌ مجيء السيّد المسيح!
العلامة الخامسة: خطط السلام والاستعدادات للحرب
قال السيّد المسيح عن الأيّام الأخيرة قبل مجيئه:
”وَسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوبٍ وَأَخْبَارِ حُرُوبٍ. اُنْظُرُوا، لاَ تَرْتَاعُوا. لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ تَكُونَ هذِهِ كُلُّهَا، وَلكِنْ لَيْسَ الْمُنْتَهَى بَعْدُ. لأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ وَزَلاَزِلُ فِي أَمَاكِنَ“ (متى ٢٤: ٦، ٧).

لم يسبق أنْ شُنّت حرب على نطاق عالمي قبل القرن الماضي حين انضمّت تقريباً كلّ دولة كبرى على الأرض إلى الصراعات الدولية في الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية. ومنذ ذلك الحين ونحن نعيش حياتنا مدركين أنّه بمجرّد الضغط على زرّ نووي يمكن أنْ يتحوّل عالمنا إلى كومة مِن الركام المُشِعّ. فلا عجب أنّ الكتاب المقدّس يتحدّث عن أنّ الله سيُهلك ”الذيْنَ كَانُوا يُهْلِكُوْن الأرْضَ“ (رؤيا ١١: ١٨).
نحن نعيش في عالم غريب حقّاً. يتّفق الجميع على أنّه يجب إعطاء فرصة للسلام، ولكنّنا نُعاود الانخراط في الصراعات المسلّحة بعد كلّ اتفاق للسلام. وسرعان ما تتحوّل العداوات القديمة إلى صراع مفتوح. وقد وَضَع الإرهابُ العالمَ على ما يبدو في حالة حرب دائمة. لقد تنبّأ الأنبياء، مثل ميخا ويوئيل، أنّه في الوقت الذي تتحدّث فيه الدول عن رغبتها في السلام (ميخا ٤: ١ – ٣)، إلّا أنّ عدم الثقة بجيرانها يُجبرها على الاستعداد للحرب (يوئيل ٣: ٩ – ١٣).
إنّ حالة الحرب الدّائمة هذه قد صوّرها الكتاب المقدّس منذ زمن بعيد، وأعلن أنّ السلام الدائم سيسود على الأرض فقط عندما يعود السيّد المسيح.
العلامة السادسة: التقدّم الحديث
لماذا بدأت البشرية، فجأة وبعد قرون مِن التاريخ، بتحقيق تقدّم علمي وتكنولوجي غير مسبوق؟ لقد ظلّت حياة الإنسان على الأرض بدون تغيير يُذكر حتى بدأ العلم ــ قبل بضع مئات مِن السنين ــ بإجراء التغييرات، وقد تسارعت هذه العملية في السنوات القليلة الماضية لتصل بنا إلى غموض مذهل مِن التقدّم التكنولوجي الذي غيّر حياتنا بطرق غير مسبوقة. فما السبب يا ترى؟
”اخْتِمِ السِّفْرَ إِلَى وَقْتِ النِّهَايَةِ. كَثِيرُونَ يَتَصَفَّحُونَهُ وَالْمَعْرِفَةُ تَزْدَادُ“ (دانيال ١٢: ٤).
تنبّأ دانيال النبي عن أيّامنا هذه وسمّاها: ”وقت النهاية“. وهو يشير أساساً إلى حقيقة أنّه في ”وقت النهاية“ ستزداد المعرفة بنبوءات سفر دانيال وبتفسيرها. ولكنّ اللغة التي يستخدمها ربّما تشير أيضاً إلى عصر المعلومات المُحوسَبة، وبالفعل فقد تسارع تحصيل المعرفة بسرعة البرق في كلّ مجال مِن مجالات الحياة خلال السنوات القليلة الماضية. إنّها علامة أخرى تشير إلى أنّ السيّد المسيح على وشك أنْ يعود إلى أرضنا كما وعد.
العلامة السابعة: انتشار الإنجيل (بشارة الخلاص السارّة) في كلّ العالم
لقد تنبّأ السيّد المسيح بأنّ الإنجيل سيصل إلى العالم كلّه قبل مجيئه الثاني:
”وَيُكْرَزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ هذِهِ فِي كُلِّ الْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَمِ. ثُمَّ يَأْتِي الْمُنْتَهَى“ (متى ٢٤: ١٤).
لقد قامت العديد مِن الحركات التبشيرية المسيحية العظيمة على مرّ التاريخ. ولكنّ ما يحدث في الآونة الأخيرة لم يسبق له مثيل. لقد قامت الأنظمة الإلحادية بقمع التبشير بالمسيحية على مدى عقود مِن الاستبداد. ولكنْ، بدأت الآن تلك الحواجز التي تقف في وجه الإنجيل بالتناقص بشكل مستمرّ في جميع أنحاء العالم. ورسالة الإنجيل تزدهر بشكل غير مسبوق مِن قبل، حتى في مناطق معيّنة مِن العالم، مثل آسيا، حيث لم يُسجِّل الإيمان المسيحي فيها تأثيراً ملحوظاً على مرّ التاريخ. ولكنْ، أصبح مِن الممكن الآن، وذلك باستخدام التكنولوجيا، نقل الرسالة المسيحية إلى كلّ شخص تقريباً في كلّ أمّة على وجه الأرض وفي الوقت نفسه. نحن نعيش في ذلك اليوم الذي تحدّث عنه السيّد المسيح عندما أعلن قائلاً: ”وَيُكْرَزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ هذِهِ فِي كُلِّ الْمَسْكُونَةِ “ ثمّ ”َأْتِي الْمُنْتَهَى“.
لمتابعة الدرس إضغط هنا!