
خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مزمور ١١:١١٩
قوّة غامضة في حياتي
١. مُمِثّل السيّد المسيح في العالم
عندما كان السيّد المسيح على وشك أنْ يصعد إلى السماء، وعد تلاميذه بأنْ يترك لهم هديّة لا تُقدّر بثمن ــ مرشداً ودليلاً شخصيّاً:
”لكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ: إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي، وَلكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ... وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. ذَاكَ يُمَجِّدُنِي، لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ“ (يوحنا ١٦: ٧، ١٣، ١٤).
وعد السيّد المسيح، بعد موته، بمواصلة عمله مِن خلال (مُساعده)، أيْ الروح القدس. فمِن خلال الروح، سيلبّي السيّد المسيح كلّ احتياج مِن احتياجاتنا.
٢. مَن هو الروح القدس؟
يمكن لمعظمنا أنْ يتعرّف إلى الله الآب بشكل أفضل إذا ما تذكّرنا آباءنا المحبّين العطوفين في مراحل حياتنا المختلفة. كما يمكننا تصوّر السيّد المسيح الابن بما أنّه عاش كإنسان بيننا. ولكنْ، مِن الصعب أنْ نتصوّر الروح القدس لأنّنا لن نجد بسهولة مقارنات بشرية بحيث تقرّب الروح القدس إلى عقولنا وأفهامنا، ومع ذلك، فالكتاب المقدّس يُقدّم لنا معلومات محدّدة عنه:

١) الشخصية. أشار السيّد المسيح إلى الروح القدس بوصفه شخصاً يشترك في الربوبيّة مع الله الآب والله الابن:
”فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ“ (متى ٢٨: ١٩).
يخبرنا الكتاب المقدّس أنّ للروح خصائص الشخصية: العقل (رومية ٨: ٢٧)، والحكمة (١ كورنثوس ٢: ١٠)، ومشاعر الحبّ تجاهنا (رومية ١٥: ٣٠)، ومشاعر الحزن عندما نُخطئ (أفسس ٤: ٣٠)، بالإضافة إلى القدرة على تعليمنا (نحميا ٩: ٢٠)، والقدرة على إرشادنا (أعمال الرسل ١٦: ٦، ٧).
٢) المشاركة في الخلق. اشترك الروح القدس مع الآب والابن في خلق عالمنا.
”فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. كَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ“ (تكوين ١: ١، ٢).
لمتابعة الدرس إضغط هنا!