
خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي، لِئَلاَّ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. مزمور ١١:١١٩
أهو قريبٌ مجيء السيّد المسيح!
العلامة الثانية: مصائب العالم
”تَكُونُ زَلاَزِلُ عَظِيمَةٌ فِي أَمَاكِنَ، وَمَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ. وَتَكُونُ مَخَاوِفُ وَعَلاَمَاتٌ عَظِيمَةٌ مِنَ السَّمَاءِ... هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا، مَتَى رَأَيْتُمْ هذِهِ الأَشْيَاءَ صَائِرَةً، فَاعْلَمُوا أَنَّ مَلَكُوتَ اللهِ قَرِيبٌ“ (لوقا٢١: ١١، ٣١).
لقد عرف السيّد المسيح بأنّ المجاعات ستستمرّ، وأنّ الطبيعة البشرية الأنانية، والحكومات الفاسدة، والنزاعات المسلّحة، كلّها ستستمرّ وتزداد سوءاً وصولاً إلى نهاية الزمان. هذه العوامل مجتمعة هي التي جعلت المجاعات الأخيرة مُدمّرة.
ماذا عن الزلازل؟ هل حدث ازدياد في عدد الزلازل بشكل كبير في العقود الأخيرة الماضية؟ الإحصاءات في هذا الخصوص غير قاطعة، ولكنْ مِن الواضح أنّ الزلازل تُهدّد حياة المزيد والمزيد مِن الناس في المناطق الأكثر كثافة بالسكّان. وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فقد قُتِل ما يقرب مِن ٨٠٠٠٠٠ شخص مِن جرّاء الزلازل في جميع أنحاء العالم منذ سنة ٢٠٠٠. وكما أنبأ السيّد المسيح، فالنشاط الزلزالي أصبح أكثر صعوبة كلّما اقتربنا أكثر مِن موعد مجيئه.

يقول المُشكّكون، ”وماذا بعد؟ لقد كانت هناك دائماً مجاعات وزلازل على مرّ التاريخ“، وهذا صحيح. ولكنْ، هل الوضع آخذٌ بالتحسّن أم أنّه يزداد سوءاً؟ هل أصبحت الأرض أكثر ملاءمةً للحياة البشرية أم أنّها تبلى؟ أليس مِن المُدهش أنّ العالم الذي يمكنه أنْ يُرسل الرجال إلى القمر ويضع الروبوتات على سطح المرّيخ، لا يمكنه إطعام جميع سكّانه؟ لماذا ما نزال نشاهد في الأخبار صور أولئك الأطفال الجياع ذوي البطون المُنتفخة، في الوقت الذي تزرع فيه بلدان كثيرة ما يفيض عن حاجتها مِن الغذاء ولا تعرف ماذا تفعل بالفائض؟
العلامة الثالثة: تراكم الثروات
عدم المساواة في الدخل هي مشكلة متنامية في أجزاء كثيرة مِن العالم، تماماً كما أنبأنا الكتاب المقدّس.
”ذَهَبُكُمْ وَفِضَّتُكُمْ قَدْ صَدِئَا، وَصَدَأُهُمَا يَكُونُ شَهَادَةً عَلَيْكُمْ، وَيَأْكُلُ لُحُومَكُمْ كَنَارٍ! قَدْ كَنَزْتُمْ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ“ (يعقوب ٥: ٣).
في الولايات المتحدة، ازدادت الفجوة بين الأغنياء والفقراء بين عامي ٢٠٠٩ و٢٠١٢ بعد التعديل المتناسب مع نسبة التضخّم، فارتفع دخل واحد في المئة مِن الأميركيين ــ وهم الأكثر دخلاً ــ بمعدّل ٣١ في المئة. وبالنسبة لكلّ شخص آخر، ارتفع الدّخل بمعدّل ٠.٤ بالمئة فقط في المتوسّط. وقد حصل الذين يشكّلون 1 في المئة مِن السكّان على ١٠ بالمئة مِن إجمالي الدخل القومي. الخلاصة: الأغنياء يزدادون غنى والفقراء يزدادون فقراً. إنّ عدم المساواة في الدخل هي علامة أخرى على أنّ ”مَجِيْءَ الرّبَّ قَدِ اقْتَرَب“ (الآية ٨).
العلامة الرابعة: الانحلال الأخلاقي
لماذا يبدو النسيج الأخلاقي للمجتمع مُمزّقاً؟
”وَلكِنِ اعْلَمْ هذَا أَنَّهُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ سَتَأْتِي أَزْمِنَةٌ صَعْبَةٌ، لأَنَّ النَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ، مُتَعَظِّمِينَ، مُسْتَكْبِرِينَ، مُجَدِّفِينَ، غَيْرَ طَائِعِينَ لِوَالِدِيهِمْ، غَيْرَ شَاكِرِينَ، دَنِسِينَ، بِلاَ حُنُوٍّ، بِلاَ رِضًى، ثَالِبِينَ، عَدِيمِي النَّزَاهَةِ، شَرِسِينَ، غَيْرَ مُحِبِّينَ لِلصَّلاَحِ، خَائِنِينَ، مُقْتَحِمِينَ، مُتَصَلِّفِينَ، مُحِبِّينَ لِلَّذَّاتِ دُونَ مَحَبَّةٍ للهِ، لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى، وَلكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا. فَأَعْرِضْ عَنْ هؤُلاَءِ... وَلكِنَّ النَّاسَ الأَشْرَارَ الْمُزَوِّرِينَ سَيَتَقَدَّمُونَ إِلَى أَرْدَأَ، مُضِلِّينَ وَمُضَلِّينَ“
(٢ تيموثاوس ٣: ١ – ٥، ١٣).
يا لهُ مِن وصف دقيق لعالمنا! هذه القيم الأخلاقية التي دعمت الحضارة لقرون تبدو الآن متداعية منهارة. فالمادية المتغطرسة، والجنس المُرخّص، والاعتداء على الأطفال، والاحتيال، والبحث دون توقف عن المتعة والترفيه، كلّ هذه الأمور تتخلّل المجتمع اليوم وتعلن أنّ مجيء السيّد المسيح قريب. لقد جلب هاجس الحرية بالفعل ”أزمنة صعبة“ في الأيّام الأخيرة.
لمتابعة الدرس إضغط هنا!